— الوجهان المختلفان لأراوخو أمام مايوركا … أظهر المدافع الأوروغواياني قدراته في سون موإكس، لكن الخصم كشف أيضًا عن أكبر عيوبه.
الظهور الأول لنادي برشلونة في دوري 2025/26 ترك خلفه فوزًا مريحًا (0-3) على مايوركا، متأثرًا بالطردين اللذين تلقاهما فريق جاجوبا أراساتي , ومع ذلك، بعيدًا عن النتيجة خدمت المباراة أيضًا لتوضيح الدور الجديد لرونالد أراوخو، قائد البارسا بعد غياب تير شتيغن، والمختار مؤقتًا من هانسي فليك لمرافقة باو كوبارسي في محور الدفاع بعد رحيل إينيغو مارتينيز.
الأوروغواياني يُقدّم نفسه أمام فرصة كبيرة في مسيرته بعد بداية الموسم الماضي المميزة بإصابة في كوبا أمريكا، والجلوس على مقاعد البدلاء في برشلونة، ومحاولة رحيله الفاشلة في يناير التي انتهت بتجديد أطول عقد ضمن التشكيلة الحالية حتى 2031 , و بعد عدم تفعيل شرط الخروج في الصيف لدى المدافع الرهيب الرغبة في إثبات أنه مؤهل لبرشلونة بقيادة فليك وترك الانتقادات التي تلقاها في الموسمين الماضيين خلفه.
مع ذلك في مايوركا عاش أراوخو مباراة بمزيج من اللحظات التي أظهرت مزاياه لكنها في الوقت نفسه كشفت عيوبه الكبيرة في خطة المدرب الألماني: قوي في ما اعتاد أن تكون قوته، الدفاع الجسدي والمساحات، لكن مع نقاط مظلمة عند المطالبة بالتحرك بالكرة والتموضع.
بداية صعبة
منذ الدقيقة الأولى ظهر أن أراساتي قد حدد نقطة ضعف سبق أن استغلها منافسون آخرون لبرشلونة في الماضي، أبرزهم باريس سان جيرمان مع لويس إنريكي في 2024 بدوري الأبطال , لم يضغط مايوركا على الأوروغواياني بل تركه بحرية في الخروج بالكرة، مما أجبره على تنفيذ التمريرة الأولى وبدء الهجمة بينما كان كوبارسي مراقبًا , و الهدف كان واضحًا: منع الشاب من كسر الخطوط، أحد أخطر أسلحة برشلونة لتوليد اللعب، وإجبار زميله على تحمل مسؤولية لا يديرها دائمًا بسهولة.
أكمل أراوخو 38 من 47 تمريرة (81%)، مع نجاح واحد فقط من أربع محاولات في التمريرات الطويلة , و فقد تسع امتلاكات , لكن بعيدًا عن الأرقام الباردة بدا غير مرتاح لعدم تمكنه من تجاوز الخطوط كما كانت استراتيجية مايوركا تطلب , كان خريطة لمسات أراوخو أكثر تساويًا مقارنة بكوبارسي، الذي أتم 48 من 52 تمريرة دقيقة (92%) في 69 دقيقة، مخاطراً أكثر في القصيرة والطويلة وفقد أربع كرات فقط.
لحماية الأوروغواياني كما يوضح المحلل أليكس ديلمّاس، حرّك فليك خطة بثلاثي عند الخروج بالكرة، مع إريك وكوبارسي بجانب أراوخو في الوسط، وبيدري ودي يونغ أمام الأوروغواياني مكونين مثلثات يمكن للقائد خلالها إيجاد أربع خيارات للتمرير القصير إذا لزم الأمر، رغم أن خطة الخصم المحلي كانت تحثه على المخاطرة أكثر.
قوي في مجاله
أراوخو حافظ على صورته المعروفة في المواجهات الفردية , مع مايوركا المتأثر بالطرد واللجوء للعب المباشر، سيطر الأوروغواياني على الدفاع الكلاسيكي: خمس تشتيتات، تصدي واحد، واعتراضان , و لم يُتفوق عليه في المواجهة الفردية طوال المباراة، وفاز في اثنين من ثلاثة نزالات جوية، كما أظهر صلابة في الاحتكاكات الأرضية مثل حادثة أثارت جدل الجماهير المحليّة بعد تصادمه مع ماتيو جوزيف , و في هذا المجال ما زال من أفضل المتخصصين في العالم، و هي ميزة لا يمتلكها زملاؤه.
يعلم فليك أن أراوخو يعاني أكثر عند خط الدفاع المتقدم والخروج بالكرة، وهنا يبرز كوبارسي , و سنرى إذا ما تقدم الأوروغواياني مع تقدم الموسم وأبقاه الألماني أساسياً ليبرهن أنه مركز دفاعي موثوق ضمن فريق يهدف للسيطرة من خلال الاستحواذ. وإن لم يحدث ذلك، فإن فليك سيواجه معضلة حول موقفه…
(المصدر / صحيفة سبورت)