— … قبل تسع جولات على نهاية الدوري الإسباني، لا يزال ريال مدريد هو الفريق الوحيد الذي يحاول مجاراة برشلونة، ولكن بصعوبة. في آخر تسع جولات، جمع الفريق الذي يقوده فليك (27 نقطة)، أي أكثر بعشر نقاط من فريق أنشيلوتي (17 نقطة).
عندما نصل إلى هذه المرحلة من الموسم يظهر في العاصمة الإسبانية الحديث عن “مقياس الرهبة”، أو استحضار “روح خوانيتو”، أو اللجوء إلى “جمعية التمسك بالقشة الأخيرة” من أجل تغذية آمال الريمونتادا المحتملة التي قد تمنح النادي الأبيض فرصة لقلب ترتيب الدوري والفوز بالكأس الثمينة.
لكن حتى الآن، لم يجرؤ أحد على اتخاذ الخطوة الأولى، إما لعدم ثقتهم في فرص فريقهم أو لأنهم يرون أن برشلونة فريق لا يُمكن التغلب عليه.
في الواقع برشلونة بقيادة فليك لا يترك مجالًا لأي حكايات بطولية من جانب المدريديين
مع تبقي تسع جولات -أي 27 نقطة متاحة- يتقدم برشلونة (66 نقطة) بفارق ثلاث نقاط على ريال مدريد (63 نقطة). قد يرى البعض أن الفارق يمكن تعويضه، حتى وإن كان الريال قد خسر حسابيًا “أفضلية المواجهات المباشرة”، حيث سيحتاج للفوز بنتيجة 0-5 في زيارته إلى مونتجويك , لكن الديناميكية بين الفريقين مختلفة تمامًا، فبينما يسير برشلونة بسرعة صاروخية يركب ريال مدريد قطارًا سريعًا في أفعوانية غير متوقعة العواقب.
لتوضيح الفارق بالأرقام، في آخر تسع جولات من الليغا، حصد برشلونة 27 نقطة مقابل 17 فقط لريال مدريد، أي أن رجال فليك تفوقوا بعشر نقاط كاملة. هذه النتائج سمحت لهم بتعويض فارق السبع نقاط التي كان يتقدم بها الريال في نهاية يناير. لكن الأمر لا يقتصر فقط على النقاط، فالأداء أيضًا يصب في مصلحة برشلونة، الذي سجل 30 هدفًا في آخر تسع مباريات بالدوري مقارنة بـ15 هدفًا فقط لريال مدريد، بينما استقبل الفريق الكتالوني خمسة أهداف فقط، مقابل تسعة أهداف تلقاها الفريق الأبيض.
إحصائية أخرى لافتة تتعلق بالأهداف. وفقًا لما كشفته شركة “أوبتا”، حقق برشلونة بقيادة فليك رقمًا غير مسبوق لأي فريق في تاريخ الليغا، حيث لم يسبق لأي نادٍ أن سجل 139 هدفًا بعد 45 مباراة في جميع المسابقات.
وفي عام 2025 لم يخسر برشلونة في أي مباراة، حيث خاض 20 مباراة دون هزيمة، وحقق تسعة انتصارات متتالية في الليغا، وهو رقم لم يُشاهد في “كامب نو” منذ ما يقرب من عقد من الزمن.
ولإضافة المزيد من الأفضلية لبرشلونة فإن جدول المباريات يخدم فريق فليك بوضوح , الفريق لديه خمس مباريات على ملعب مونتجويك (ضد بيتيس، سيلتا، مايوركا، ريال مدريد، وفياريال) وأربع مباريات خارج الديار (أمام ليغانيس، بلد الوليد، إسبانيول، وأتلتيك بلباو).
من جانبه، سيخوض ريال مدريد أيضًا خمس مباريات في ملعبه (ضد فالنسيا، أتلتيك، سيلتا، مايوركا، وريال سوسيداد)، وأربع مباريات خارج البرنابيو (ضد ألافيس، خيتافي، برشلونة، وإشبيلية).
لكن، نظريًا، تبدو رحلات برشلونة أقل صعوبة، حيث يواجه فرقًا متواضعة نسبيًا، باستثناء المباراة الأخيرة ضد أتلتيك بلباو في “سان ماميس”، والتي قد يكون الدوري قد حُسم قبلها بالفعل.
أما ريال مدريد، فسيتعين عليه القدوم إلى برشلونة لمواجهة الفريق الكتالوني في مباراة قد تحسم مصير اللقب.
(المصذر : صحيفة الاس)