إريك غارسيا

برشلونة وإريك غارسيا: سرّ تمسُّك فليك باللاعب

شارك المقال مع الأصدقاء

لماذا أبقى فليك على إريك غارسيا؟ … لقد رأى الألماني وتنبأ بكل ما أظهره اللاعب الناشئ هذا الموسم

لقد ثبت بوضوح أن الألقاب تُحرز بفريق يجمع بين الموهبة، الجودة الفردية، الفهم التكتيكي الصحيح، الشخصية التنافسية، اللاعبون الطموحون والأقوياء ذهنيًا، القادرون على تحمل الضغط والإجهاد التنافسي , كما يتطلب الأمر مستوى عاليًا من الاحترافية، والقدرة على قلب النتائج السلبية (خصوصًا أمام الفرق الكبيرة)، ومدرب كفء يعرف كيف يستخرج أفضل ما لدى كل لاعب، ويجد موقعه الأمثل، ويحسن أداءه الفردي، ويكون عادلًا في تحديد أدوار الأساسيين والبدلاء والمتحمسين , كل هذا يجب أن يكون في خدمة بناء نظام لعب مناسب للفريق لتعظيم الأداء.

مع ذلك، كل هذا مهما كان مهمًا في الجانب الكروي لا يكفي دون العامل الإنساني داخل الفريق: السخاء، التضامن، السيطرة على الأنا، الدعم المتبادل بين الزملاء، سواء في المنافسة أو خارج الملعب، التفاؤل، الإيجابية والاحترام المتبادل , خاصة في الأوقات الصعبة، من الضروري إظهار أن الأداء الجماعي فوق النجاح الفردي.

بطبيعته، وشخصيته النبيلة والمتواضعة، وجودته الإنسانية، وروحه الزملائية داخل الملعب، وسخائه، واحترافيته، وفوق كل ذلك مستواه العالي جدًا وتعدد استخداماته، أصبح إريك لاعبًا يريده كل مدرب في فريقه. هو ذكي، هادئ، مثابر، لكن عندما يدخل الملعب يتحول إلى “مصارع العصر الحديث”.

كيف هو إريك كلاعب؟
امتلاك لاعب متعدد الاستخدامات مثله هو امتياز لأي فريق , بالنسبة للمدرب يمثل مجموعة من الحلول التكتيكية، خاصة في أوقات الإصابات أو الإيقافات , هذا الموسم لعب إريك كقلب دفاع يمين، قلب دفاع يسار، محور وسط وحتى كظهير أيمن , كل من هذه المواقع يتطلب دورًا مختلفًا، والتكيف بسرعة في نادٍ مثل برشلونة ليس بالأمر السهل. يمتلك إريك موهبة وجودة فنية مهمة. لكن ما يبرز أكثر هو ذكاؤه التكتيكي الذي يسمح له بالأداء بمستوى عالٍ في عدة مراكز، دائمًا بلعب متين وموثوق.

كقلب دفاع في جيرونا
خلال فترته في جيرونا الموسم الماضي قدم استقرارًا دفاعيًا بتغطية ظهر كوتو وديفيد لوبيز , بخروجاته النظيفة بالكرة ودخوله الجيد لوسط الملعب أضاف وضوحًا في بناء اللعب، وهو أمر مفقود حاليًا في جيرونا. من الخلف كان قائداً صامتًا يوجه زملاءه. في المواجهات الهوائية، الهجومية والدفاعية، كان متفوقًا بفضل توقعه وقوة قفزه , وجوده خلق استقرارًا افتقده الفريق بدونه هذا الموسم.

العودة إلى برشلونة
بعد موسم ناجح عاد إلى برشلونة بهدف إقناع المدرب الجديد هانسي فليك بأنه يمتلك المستوى ليكون في فريق نخبوي , كانت المنافسة في الدفاع عالية، لكن إريك، باحترافه وتضحياته ومثابرته، بدأ يكسب دقائق وثقة الجهاز الفني.

كقلب دفاع في برشلونة
في حالات الخط الدفاعي المتقدم فهم تمامًا متطلبات التسلل وإدارة المساحات المفتوحة , موقعه، حدسه وتغطيته القطرية أضافت أمانًا للخط الدفاعي , كما تميز في إخراج الكرة: كان يعرف متى يبطئ اللعب، ومتى يسرع الانتقال للهجوم، والأهم من ذلك كان دائمًا مستعدًا في حالة فقدان الكرة والانتقال للدفاع.

كمحور وسط
في خط الوسط تأقلم مع دور أكثر تمركزًا، مع لمسات قليلة، موجهاً اللعب ومفرغًا الضغط بسرعة , أظهر تركيزًا كبيرًا في الاسترجاع ومسؤولية في تمرير الكرة , كان يترك الدور الهجومي للاعبين مثل بيدري، دي يونغ أو غافي، ويفهم دوره تمامًا.

كظهير أيمن
حل محل كوندي أحد أفضل الأظهرة في الموسم، ولم يكن مختلفًا في الأداء على الإطلاق , ضد فرق مثل إنتر وريال مدريد، نجح في إيقاف تقدم دي ماركو وفينيسيوس دون أن يتغلب عليه أحد، كما شارك بهجوم الفريق بتفاهم جيد مع لامين يامال , سجل أهدافًا مهمة في مباريات حاسمة وأعاد إثبات متانته وذكائه في المنطقة الهجومية وقدرته على التنبؤ بالخصوم الأقوياء جسديًا.

هل إيريك غارسيا مصارع العصر الحديث؟
بلا شك اللاعبون مثل إريك يضيفون للأداء الكروي، يحسنون أجواء الفريق، ويشكلون مثالاً للشباب والمخضرمين على حد سواء , يمثل الاحترافية، الموقف الإيجابي، التواضع، والتحكم العاطفي في اللحظات الصعبة , لديه شخصية فائزة، طموح مضبوط، وقدرة كبيرة على التكيف , إريك غارسيا هو بكل هذه الصفات مصارع العصر الحديث: لاعب كرة قدم كامل، ملتزم، ذكي وكل ذلك ضروري لبناء فريق بطل.

(المصدر : صحيفة سبورت)


شارك المقال مع الأصدقاء