نيكو ويليامز

أسرار اللقاء السري بين وكيل نيكو وديكو و “طعن” برشلونة تنفجر

شارك المقال مع الأصدقاء

الأسرار وراء “لا” نيكو لبرشلونة … وسيط سري في الصفقة، عدة نفي في الصحافة الباسكية، ومحادثة بين لابورتا ومشجع في مطعم، مفاتيح لفهم “لا” نيكو.

“يا له من ملل أن نعود مجددًا إلى مسلسل نيكو ويليامز” أو “كل يوم تخرج 8 شائعات جديدة ولا نوقّع مع أحد”، هي بعض العبارات الأكثر تداولًا في شوارع برشلونة خلال شهر يونيو , وليس ذلك بغريب , فالضجيج الناتج عن احتمال تعاقد نيكو ويليامز خلق معلومات متضاربة للغاية في بلباو وبرشلونة.

اجتماع كشفه “دياريو سبورت” يوم الجمعة 13 يونيو فجّر الإنذارات في كلتا المدينتين، وإن بطرق مختلفة ومع نفي من عدة جهات , الحقيقة المطلقة لا يملكها أحد، ولن يعرفها سوى نيكو والمقربون منه، لكن هذا المقال يحاول إماطة اللثام عن بعض التفاصيل الغريبة التي لم ترَ النور بعد.

لنبدأ من يوم الجمعة 13 يونيو , كل شيء يجري بشكل طبيعي , لابورتا في مكتبه بمقر الكامب نو، وديكو في المدينة الرياضية , الرئيس مبتهج وسعيد للغاية يستعد لتوقيع عقد تحويل 25 مليون يورو إلى رابطة الليغا. أخيرًا، انتهى المسلسل , يجب أن يُصدّق على الوثيقة من طرف الرابطة وبعد القبول يتلقى إسبانيول المال ليصبح خوان غارسيا رسميًا لاعبًا لبرشلونة. لا بداية أفضل لعطلة نهاية الأسبوع.

في هذه الأثناء، ديكو، المنشغل بعدة قضايا لكنه يتابع صفقة الحارس ينتظر في مكتبه , لديه اجتماع مهم جدًا عند الثالثة بعد الظهر في فندق ولا يعرف تمامًا ما الذي سينتج عنه , مدير الكرة في برشلونة، حرصًا على السرية، حجز قاعة خاصة بفندق “توري ميلينا” المعروف بقربه من المدينة الرياضية وصعوبة وصول العامة إليه , و هناك التقى فيليكس تاينتا وشخصًا يثق به بشدة , و دون أن يعلم أحد كانت تُعقد واحدة من أهم الاجتماعات في العام.

جبهات متعددة مفتوحة

فلنعد أسبوعًا إلى الوراء: الأحد، 8 يونيو. إسبانيا تخوض نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد البرتغال في ميونيخ , وكيل اللاعب، مستغلًا أن نيكو سيبدأ أساسيًا يسافر إلى ألمانيا. قبل المباراة بساعات، يلتقي المدير الرياضي لبايرن ميونيخ، ماكس إيبرل، في مطعم لمناقشة صفقة محتملة.

البايرن يعرض أرقامًا والوكيل يستمع لعروض نادٍ يائس للتوقيع مع اللاعب الإسباني , بيده القرار ولا حاجة للتسرع. في الأثناء، يحاول أتلتيك بلباو إقناع نيكو بالتجديد لكنّ الأمور تبدو صعبة، خصوصًا وأن الوكيل يوحي في كل لحظة — سرًا — أن نيكو سيرحل هذا الصيف.

تنتهي الجلسة وفي الشوط الأول من مباراة إسبانيا-البرتغال، يقرر فيليكس تاينتا الاتصال بديكو , لكنه يُفاجأ بأن ديكو قد غيّر رقمه ولا يمتلكه , بعد بعض الاتصالات يحصل على الرقم الجديد ويتواصل معه صباح اليوم التالي , يطلب تاينتا لقاءً للتحديث، وديكو يقبل، لكن هذه المرة يكون اللقاء في برشلونة — بخلاف العام الماضي حين جرى في سرقسطة كحل وسط بين برشلونة وبامبلونا، حيث يقيم الوكيل.

مكان اللقاء رغم بساطته يقول الكثير عن حالة التفاوض , لم يعد حياديًا. هذه المرة الوكيل هو من يطلب الموعد ولا يعارض المجيء إلى برشلونة , الاجتماع دام ساعة ونصف أعرب خلالها تاينتا عن رغبة نيكو الشديدة في الانتقال إلى برشلونة، دون التطرق إلى ضمانات القيد التي ستصبح حاسمة لاحقًا , و مصادر الاجتماع أكدت أنه كان صريحًا وخاليًا من التمثيل.

وبعد انتهاء الاجتماع، غادر ديكو الفندق، فيما تناول الوكيل الغداء هناك قبل عودته إلى بامبلونا.

عندما تواصلت معه صحيفة SPORT لإعلامه بقرب نشر الخبر ومنحه فرصة الرد أنكر تاينتا تمامًا أنه جاء للقاء برشلونة، وقال إنه حضر لحضور حفل “بيلي، مغنيتي المفضلة”. ولما سُئل — بدافع الفضول — عن الاسم العائلي للمغنية، لم يعرفه وهو ما أثار الشكوك، إذ من النادر أن ينسى المرء اسم فنانته المفضلة , و كان يقصد “بيلي أيليش”، مغنية مفضّلة لمراهقين أعمارهم بين 15 و20 عامًا، بعيدة كل البعد عن وكيل عمره 58 عامًا.

الذي جلس أمامه هو “خوان” ويصفه بأنه “صديقي يعمل في صناعة الموسيقى ولا علاقة له بكرة القدم” , لكنه لم يكن سوى “خوان دي ديوس كارّاسكو”، الشخص الموثوق لتاينتا، وشقيق “لوبو كارّاسكو” الذي كان حلقة الوصل بين برشلونة وأتلتيك قبل عامين لضم نيكو , حينها، تواصل معه جوردي كرويف وماتيو أليماني مرارًا، لكنه فشل في إنهاء الصفقة.

وبعدما نُشر الخبر حصريًا في “سبورت” تناقلته الصحافة العالمية كـ”فابريتزيو رومانو” و”ديفيد أورنستين” , لكن الوكيل أنكر للجميع، وزعم أن النادي هو من سرّب موعد ومكان اللقاء، وهو ما يُعد تأكيدًا غير مباشر بأن الاجتماع وقع فعلًا.

لابورتا علم بالخبر من الصحيفة وقال لمقربين منه: “أوه، ديكو قال لي شيئًا بخصوص نيكو، لكني كنت مشغولًا ونسيت”. وأكدت مصادر مقربة منه أنه لم يكن غاضبًا بل أعجبته استجابة نيكو.

تغيّر في السيناريو

بحلول عطلة نهاية الأسبوع تصدّرت أخبار نيكو كل العناوين , ديكو الآن مطالب بالتفاوض على شروط عادلة. ومن حسن الحظ أن المفاوضات لم تبدأ من الصفر إذ أنجز جزء منها في السنة الماضية , مرّت الأيام بهدوء إلى أن لاحظ برشلونة تغيرًا في تصرف الوكيل، الذي أصبح يطالب بضمانات إضافية , و هذا التبدّل أربك اللجنة الرياضية، التي تساءلت: “لمَ لم يُطرح هذا الطلب من البداية؟ لكان الأمر أسهل بكثير”.

انتهت القصة مساء الخميس الماضي , لابورتا كان يتناول العشاء بهدوء في مطعم ياباني في حي بيدرالبيس وعندما أنهى طعامه، طلب مشجع بأدب صورة معه , وبينما يُلتقطان الصورة، سأله: “رئيس، لماذا يضع نيكو هذه العراقيل؟”.
فأجاب لابورتا: “الوكيل يريد شرطًا يسمح له بالرحيل، ونحن لن نقبل بذلك , لن ندفع 60 مليونًا ليغادر مجانًا بعد عام. لا شيء محسوم”.

هذه التصريحات تؤكد أن برشلونة كان يتوقع الأسوأ , وكما يُقال: “حين تسمع خرير الماء، اعلم أن هناك نهرًا” , وبعد أقل من 12 ساعة أعلن أتلتيك رسميًا تجديد عقد نيكو حتى 2035 بشرط جزائي يبلغ 100 مليون يورو


في برشلونة، ساد الغضب، رغم أن بعض الموظفين فرحوا ببقائه في بلباو لأنهم يفضلون لويس دياز لاعبًا في برشلونة , و دون شك، كانت واحدة من أقصر مباريات الشطرنج وأشدها توترًا في الصيف , فهل كانت خيانة لبرشلونة أم ولاء لأتلتيك؟ صواب أم خطأ؟ الزمن سيحكم…

(المصدر : صحيفة سبورت)


شارك المقال مع الأصدقاء