— اليوم الذي انقطع فيه ارتباط باريس سان جيرمان بميسي … النادي الفرنسي لم يفقد فقط أحد أفضل لاعبي كرة القدم عبر التاريخ، بل لوّث رحيله بحملة تشويه غير مموّهة.
خلال شهور عديدة سارت العلاقة بين ليونيل ميسي وباريس سان جيرمان على طريق مستقر , رغم أن النتائج الرياضية لم تكن مشجعة، لا سيما في دوري أبطال أوروبا حيث أُقصي الفريق في دور الـ16 أمام بايرن ميونخ، كان يُعتقد داخل مكاتب النادي أن تجديد عقد ميسي كان أمرًا حيويًا للمستقبل , و هذا ما أعلنه لويس كامبوس، المدير الرياضي للنادي، في اجتماع عقده في باريس مع خورخي ميسي، والد اللاعب ووكيله.
في تلك المحادثة، كان كامبوس واضحًا: تجديد عقد ليونيل هو أولوية مباشرة من أمير قطر، مالك النادي. لم تكن مجرد اقتراح، بل كانت أمرًا.
في نفس الاجتماع رد خورخي ميسي بحذر. شكر على العرض والإصرار لكنه طلب مهلة , عائلة ميسي أرادت أولًا معرفة المشروع الرياضي لباريس سان جيرمان للموسم المقبل , لم تكن مسألة مالية أو محاولة لكسب الوقت، بل جاءت بعد خروج مبكر آخر من دوري الأبطال ولم يكونوا مستعدين للاستمرار بدون ضمانات بأن النادي سيبني فريقًا تنافسيًا حقًا.
هذا الموقف الثابت ولكن المحترم لم يُقابل بترحيب داخل قمة باريس سان جيرمان , و منذ تلك اللحظة، بدأ يتشكل تغير في سلوك النادي الذي فسّر الرسالة كرفض خفي , حينها بدأت تظهر إشارات عدائية إلى أن انتهى الأمر بالقطع التام.
وصل الأمر إلى نقطة اللاعودة بعد هزيمة باريس في حديقة الأمراء أمام فريق لوريان المتواضع , في البداية، كان من المقرر أن يكون يوم الاثنين التالي لهذا اللقاء عطلة للفريق كما هو معتاد في جداول التدريب الأسبوعية , و كان ميسي قد خطط، وأبلغ النادي مسبقًا عن رحلة إلى السعودية لأسباب إعلانية تعاقدية. لكن، وبشكل غير متوقع، قرر النادي تعديل الجدول واستدعاء الفريق للتدريب صباح يوم الاثنين بينما كان ميسي قد أقلع متجهًا إلى الشرق الأوسط، دون قدرة فعلية على تغيير خططه.
كانت هذه المناورة واضحة , كان باريس سان جيرمان يعلم جيدًا أن ميسي لن يكون متاحًا ذلك اليوم ومع ذلك أصر على الدعوة دون إعلامه مباشرة بالتغيير , الهدف كان واضحًا: فضحه علنًا، وصفه بأنه لا يحترم قواعد النادي الداخلية، وبث رواية بأنه هو المشكلة , كان تحركًا مصطنعًا وظالمًا.
شق لا يُصلح
على الرغم من مسيرته المثالية اختار باريس سان جيرمان معاقبته عبر تعليق العمل والراتب لمدة أسبوعين، ومنعه من التدريب مع زملائه والمطالبة باعتذار علني , . ميسي، الذي كان يريد فقط العودة للعب وتجنب تفاقم الفضيحة، سجّل فيديو قصيرًا يعتذر فيه وشرح به بهدوء أنه افترض أن يوم الاثنين سيكون عطلة، وأن الرحلة كانت مخططة منذ زمن. كان ذلك أكثر تعبيرًا عن السلام منه عن الاعتراف بالذنب.
لكن الشرخ كان قد حدث ولا يمكن إصلاحه , من تلك اللحظة انقطعت العلاقة بين ميسي والنادي بالكامل. في المباريات التالية بدأ ميسي يتلقى صافرات استهجان من جماهير المتطرفين في باريس سان جيرمان وهي فئة متشددة من الأنصار، وحسب تقارير إعلامية فرنسية، فقد تم تحفيزهم من قبل بعض قطاعات النادي لمضايقة اللاعب , كان الطلاق تامًا , توقفت مفاوضات التجديد، وبعد أسابيع تم التأكيد على أنه لن يستمر في باريس بعد نهاية الموسم.
ما بدأ برغبة صريحة من الأمير في تجديد عقد بطل العالم انتهى بفضيحة غير ضرورية، وسوء إدارة، وقرارات متهورة , لم يفقد باريس سان جيرمان فقط أحد أفضل لاعبي كرة القدم عبر التاريخ، بل لوّث رحيله بحملة تشويه غير مموّهة وبعيدة جدًا عن الاحترام الذي يستحقه لاعب بحجم ميسي. بلا شك، كان ذلك اليوم هو يوم انقطاع العلاقة.
(المصدر : صحيفة سبورت)