— ليفاندوفسكي ينفجر: “لم يهمّني يومًا أن أكون محبوبًا من الجميع” … النجم البولندي سئم من تلقي هذا الكمّ من الانتقادات
لا شك في أنّ روبرت ليفاندوفسكي قد عاش نهاية موسم معقدة , فقد أثّرت عليه المشاكل البدنية بشكل كبير إلى حدّ غيابه عن مباريات مهمة، ولم يتمكن سوى من المساعدة انطلاقًا من دكة البدلاء أو من خلال دقائق متفرقة بعيدًا عن تقديم أفضل مستوياته.
وبرشلونة يمكنه أن يشهد على ذلك خلال مواجهته لنادي إنتر في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وكأنّ ذلك لم يكن كافيًا، فبعد نهاية الموسم في إسبانيا قرّر ليفاندوفسكي أن يأخذ قسطًا من الراحة وتخلّى عن المشاركتين الدوليتين مع المنتخب البولندي لتأتي موجة أخرى من الانتقادات بسبب انسحابه من مباراة ودّية وأخرى ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم.
لكن يبدو أنّ ليفاندوفسكي قد قال كفى , فقد فضّل المهاجم البولندي أن يضع حدًّا نهائيًا للأمر وأن يواجه الوضعية الصعبة التي يعيشها شخصيًا في بولندا , وقبيل المباراة الودية بين بولندا ومولدوفا والتي كانت أيضًا تكريمًا لكاميل غروسيتسكي، فاجأ “ليفا” الجميع بحضوره وتقديمه تصريحات قوية لتلفزيون بولندي.
وبالطبع فقد تمّ سؤاله مباشرة عن الأسباب التي دفعته إلى رفض دعوة المنتخب , وكانت إجابته كاشفة عن استيائه العميق.
قال: “لستُ مضطرًّا لأن أقدّم تفسيرات حول الأسباب التي دفعتني لاتخاذ هذا القرار , هل كان القرار صائبًا؟ في اللحظة التي اتخذتُ فيها القرار، نعم. أعتقد أنّ اللاعبين سيتمكنون من تدبّر الأمر من دوني , هذا الفريق لا يعتمد عليّ. اتصلت بالمدرب بروبييرز لأنني أردت أن أتحدث معه بصدق , قلت له إنني لا أشعر أنني بخير لا بدنيًا ولا نفسيًا. كنت في حالة من الهبوط في ذلك الوقت. شعرت أن الذهاب إلى المعسكر لن يساعدني على المستوى الذي يريده”.
ليفاندوفسكي أصرّ على الإشارة إلى الانتقادات المتكررة التي تلقاها في الآونة الأخيرة عندما يتعلّق الأمر بالدفاع عن منتخب بولندي لم تحقق نتائج جيدة في مختلف المسابقات. وقال: “أتذكر أنني قبل مدة قصيرة بدأت إحدى المباريات من دكة البدلاء، وبدأ الناس يتساءلون: لماذا لا يلعب؟ ثم لعبتُ مباراة أقلّ أهمية، فتعرّضت للإصابة، وانقلبت التساؤلات: لماذا لعب؟”.
بعيدًا عن الضجيج الخارجي
يؤكد ليفا أنه يبقى بعيدًا عن كل هذه الانتقادات المستمرة , لكنه يأسف لكون الجميع يستخلصون استنتاجات دون امتلاك كل المعطيات “الناس لا يمتلكون كل المعلومات، يلمّحون لأمور ويخرجون باستنتاجات خاطئة. القليلون فقط يعرفون ما يحدث لي بالفعل. الحياة المهنية شيء، لكن هناك أيضًا الحياة الخاصة. المشجعون يريدون معرفة كل شيء، لكن ذلك مستحيل , ومع كامل الاحترام لوسائل الإعلام والصحفيين لا أحد منكم فكّر في أنّه، إلى جانب الإرهاق البدني، هناك أيضًا إرهاق نفسي. من منكم يعرف كيف أشعر وما هو الأفضل لي؟ لديّ أفكاري الخاصة، وفي تلك اللحظة شعرت أنه من المفيد أن أتغيب من أجل الموسم القادم وبقية التصفيات”.
“مع كامل الاحترام لوسائل الإعلام والخبراء، لو كنت أستمع إليكم فقط لكنت قد اعتزلت اللعب مع هذا المنتخب منذ وقت طويل. أنا ألعب فقط من أجل الجماهير. لقد دعموني على مدى سنوات طويلة، وأنا أفعل ذلك من أجلهم أساسًا، ومن أجل عائلتي. أعلم أنني لن أملك الكثير من الفرص المتبقية للعب مواسم مثل هذه، للفوز بدوري الأبطال، للعب بهذا المستوى. أعلم أنه لا يجب على الجميع أن يتّفقوا مع قراري أو يُقدّروني، لكن لا بدّ دائمًا من وجود احترام”.
وفي سن السادسة والثلاثين، على أبواب السابعة والثلاثين، يعترف روبرت بأنه أصبح لا يهتم كثيرًا بالوسط الكروي “لقد تعلّمت أنني إذا لم أحافظ على مسافة معينة، فسيكون من الصعب الاستمرار في أعلى مستوى , لم يهمّني يومًا أن أكون محبوبًا من الجميع. ليست لديّ علاقة يومية مع الصحفيين , لقد أخذتُ مسافة من كل هذا. حملُ توقّعات أمة من أربعين مليون نسمة طوال هذه السنوات ليس أمرًا سهلاً. أحيانًا أحتاج أيضًا إلى أن أرتاح”.
تأملات حادة من ليفاندوفسكي، الذي أصبح في موضع شك في بولندا. المنتخب سيخوض يوم الثلاثاء 10 يونيو مباراة حساسة ضد فنلندا في طريقه إلى كأس العالم.
(المصدر : صحيفة سبورت)