باريس إف سي

نادٍ فرنسي يستنسخ تجربة برشلونة ليقلب الموازين

شارك المقال مع الأصدقاء

“أستلهم مما فعله برشلونة” … نادي باريس إف سي عاد إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي بعد ما يقرب من نصف قرن، ورئيسه يرى أن مستقبل النادي يمر عبر “بناء تطوير النادي على مركز تكوين عالي المستوى”، في الوقت نفسه الذي يطمح فيه فريقه النسائي إلى “الذهاب بعيداً في دوري الأبطال”.

خلق باريس سان جيرمان وبرشلونة منذ مدة منافسة جديدة على خلفية أحداث مثل “الريمونتادا” أو توقيع نيمار من طرف النادي الفرنسي المدعوم من رأس المال القطري , والآن، تستعيد باريس منافسة كانت نائمة منذ ما يقارب نصف قرن بفضل صعود نادي باريس إف سي إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي، وهو نادٍ استعاد مكانته المالية والرياضية بفضل الدعم الاقتصادي من عائلة أرنو، ويصل الآن مؤكداً أن عودته إلى النخبة تُفسَّر بـ”الإلهام من برشلونة”.

بيير فيرّاتشي، رئيس نادي باريس إف سي، شرح في تصريحات لصحيفة “ماركا” كيف أن النادي الكتالوني يُعدّ مرجعاً لناديه، ونموذجاً كروياً يجب -في رأيه- أن يرسم مستقبل هذه الرياضة.

وقال: “أستلهم مما فعله برشلونة، عبر بناء تطوير النادي على مركز تكوين عالي المستوى , بالنسبة لي، هذا هو النموذج الذي يجب اتباعه”.

ووفقاً لهذه الفلسفة “سيكون التكوين المحرك الاقتصادي والرياضي للنادي في المستقبل” , وأضاف: “نريد أن نسلك طريقاً مختلفاً قليلاً عن طريق باريس سان جيرمان، مستغلين أكثر إمكانات منطقة باريس، ورفع الشباب إلى الفريق الأول، كما تفعل بعض الأندية في إسبانيا أو إيطاليا”.

وقال في نفس المقابلة: “الهدف هو المنافسة على المراكز الأوروبية مع الفريق الذكوري، دون تخطي المراحل، ولكن في محاولة للوصول إلى البطولات الأوروبية في أقرب وقت ممكن، وخاصة دوري الأبطال , وأيضاً بناء مركزين للتكوين ليصبحا من بين الأفضل في فرنسا، وفي يوم ما، في أوروبا”، مشيراً إلى تشابه واضح آخر مع برشلونة , وأضاف: “آمل أيضاً أن يصل الفريق النسائي لأبعد مدى ممكن في دوري الأبطال”.

الفرق الكبير مقارنة بباريس سان جيرمان الذي أنهى للتو أفضل موسم في تاريخه بفوزه بأول دوري أبطال له وحلوله وصيفاً للعالم، هو أن باريس إف سي يطمح إلى “البناء على المدى الطويل، وتأسيس الفريقين الأولين على تكوين الشباب” , وأوضح الرئيس: “باريس سان جيرمان اختار حلاً -وفقاً لهم- أكثر سرعة، رغم أنهم احتاجوا إلى 14 سنة للفوز بدوري الأبطال” , و آخر مرة تواجه فيها باريس سان جيرمان وباريس إف سي في الدوري الفرنسي كانت سنة 1979. وانتهت المباراة بالتعادل هدف لمثله.

بوجود الدعم المالي من شركة “ريد بول” وعائلة أرنو، وهي مرجع عالمي في مجال السلع الفاخرة، يهدف نادي باريس إف سي إلى النمو في كرة القدم الفرنسية والأوروبية لإحياء منافسة قديمة , ويأتي العودة إلى دوري الدرجة الأولى بعد 46 سنة مصحوبة بتغيير في الملعب، حيث يغادر النادي ملعب “شارليتي” ليلعب في “جان بوان”، ما سيخلق أقرب ديربي في المدينة، حيث إن ملعب “حديقة الأمراء”، معقل باريس سان جيرمان، لا يبعد سوى 20 متراً عن ملعب “جان بوان”.

باريس سان جيرمان، الذي تأسس عام 1970، يُعدّ المرجع الكبير في كرة القدم الفرنسية منذ عهد هيمنة أولمبيك ليون الذي فاز بسبعة ألقاب دوري متتالية في مطلع القرن الحادي والعشرين، والذي كان على وشك الهبوط إدارياً هذا الموسم , وقد أنهت عملية شراء باريس سان جيرمان من قبل رأس المال القطري سنة 2011 عملياً كل منافسة داخلية في فرنسا، إذ أنشئ النادي حينها ليتنافس وجهاً لوجه مع كبار أندية القارة العجوز.

أما باريس إف سي الذي تأسس بشكل مشترك مع باريس سان جيرمان سنة 1970 وانفصل عنه في 1972، فهو يمثل عودة إلى منافسة قديمة، بنادٍ يستلهم نموذجاً “من برشلونة” , في الوقت الحالي، تظل الميزانية، التي تتراوح بين 70 و100 مليون يورو، بعيدة عن حجم جاره، لكن وجود واحدة من أغنى العائلات في العالم وشركة “ريد بول” خلفه، هو رد واضح على نموذج باريس سان جيرمان.

حتى الآن، حافظ رئيس العملاق الباريسي ناصر الخليفي على اللباقة وسارع إلى تهنئة باريس إف سي بمجرد تأكيد صعوده إلى الدرجة الأولى , وفي العمق، هو أيضاً استلهم من برشلونة للنمو، حين تعاقد مع اللاعب والمدرب السابق لبرشلونة، لويس إنريكي مارتينيز ، لمحاولة تكرار الثلاثية التي حققها المدرب في برشلونة عام 2015.

(المصدر : صحيفة MD)


شارك المقال مع الأصدقاء