— المسافة لا تشكل مشكلة لبرشلونة بقيادة فليك … فليك غيّر وجه برشلونة، ويظهر ذلك في العديد من جوانب اللعب لدى الفريق الكتالوني.
الموسم الرائع لبرشلونة، الأول في حقبة فليك، يقترب من نهايته , وقد حان وقت التقييم، ولا يمكن أن تكون النتائج أكثر إيجابية.
لقد بنى الألماني فريقًا أدهش مشجعي برشلونة بأسلوب لعبه الهجومي، وأهدافه، وعروضه المذهلة التي تركت أرقامًا ستُخلَّد في الذاكرة , وقد استجاب العضو (المشجعون الحاملون لبطاقات العضوية) بملء ملعب مونتجويك كل أسبوع والتنقّل لمرافقة الفريق عبر أنحاء أوروبا في دوري أبطال أوروبا.
انفجار لاعبين مرشحين للكرة الذهبية مثل لامين أو رافينيا، أو حتى بيدري نفسه الذي قدّم أيضًا ما يكفي من الأداء ليكون ضمن هذا النقاش، قد اجتمع مع اتحاد مجموعة من الشباب والمخضرمين الذين بذلوا كل ما لديهم من أجل هذا القميص تحت قيادة المدرب الألماني.
وقد انعكس ذلك في أرضية الملعب أسبوعًا تلو الآخر , برشلونة بات قريبًا من تسجيل هدفه رقم 100 في هذه الليغا، وهو رقم يليق بأفضل الفرق في تاريخ المسابقة. ريمونتادات، انتصارات ساحقة، عدد لا يُحصى من الفرص في كل مباراة، ولعبات أذهلت الجماهير وجعلتهم ينهضون من مقاعدهم.
بلا شك، لقد فهم الفريق واستوعب ما علّمه إياهم فليك , و تحوّل من كونه فريقًا يواجه صعوبة في خلق الفرص إلى آلة ساحقة حقيقية بمجرد تجاوزه لمنتصف ملعب الخصم , وقد امتلك الفريق التهديد المستمر المتمثل في ليفاندوفسكي، الذي، رغم صعوبة الأمر، لا يزال يملك حظوظًا في المنافسة على لقب الهداف والحذاء الذهبي، بأهدافه الـ25، 24 منها من داخل منطقة الجزاء. في الأسابيع الأخيرة تراجع مستواه بسبب الإصابة، لكن أرقامه هذا الموسم إيجابية للغاية.
قاتلون من خارج المنطقة
يجب أن يُضاف إلى كل ذلك التهديد المستمر من خارج منطقة الجزاء حيث استعاد الفريق الكتالوني أرقامًا لم تُسجَّل منذ ستة مواسم. ففي هذا الموسم سجل برشلونة بالفعل 23 هدفًا من خارج منطقة الخصم، معادلًا بذلك رقم موسم 2018-2019، عندما كان لا يزال ليونيل ميسي في الفريق، أحد أفضل المتخصصين في التاريخ من المسافات البعيدة.
لامين يامال الذي أدهش عشاق كرة القدم في الجولتين الأخيرتين بأهدافه الرائعة في شباك إسبانيول وفياريال على التوالي، كان أبرز هدّاف من بعيد في برشلونة، بتسجيله 7 أهداف.
جنبًا إلى جنب مع مبابي، فإن الجناح الكتالوني هو اللاعب في الدوريات الخمسة الكبرى الذي حسم أكبر عدد من المباريات بهذا الشكل , قدرته على وضع الكرة في المكان الذي يريده سمحت للفريق بإخافة الخصوم في كل مرة كان يستلم فيها الكرة في الثلث الأخير من الملعب.
لكنه لم يكن وحده، إذ ساهم آخرون مثل رافينيا، فيران توريس، فيرمين أو داني أولمو أيضًا بنصيبهم , فليك حفّز لاعبيه على الجرأة في التسديد من بعيد، مشكّلاً بذلك فريقًا من “القناصين” الذين يريدون مواصلة تحسين هذه الإحصائية في الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني.
(المصدر : صحيفة سبورت)