— برشلونة يشمّر عن ساعديه للتعويض عن الانطفاء الهجومي … كان الفريق يعتمد على أرقامه الهجومية الهائلة؛ وفي الشهر الأخير، انقلب الوضع
في غضون شهر واحد فقط انتقل مركز ثقل فريق برشلونة بقيادة فليك عبر كامل الملعب ليغير منطقته , فإذا كان الفريق يعتمد على أرقامه الهجومية الهائلة فإن ما سمح له في الأسابيع الأخيرة بالمضي قدمًا هو الجهد والانضباط الدفاعي – باستثناء ما حدث يوم الثلاثاء في دورتموند , الانطفاء الهجومي ليس مقلقًا بعد ولكنه واضح تمامًا.
في آخر خمس مباريات سجل برشلونة ثمانية أهداف فقط. أي بمعدل 1.6 هدفًا في المباراة، بينما كان معدل الفريق بقيادة فليك قبل ذلك يصل إلى ثلاثة أهداف.
ويمثل ذلك انخفاضًا بنسبة 50% في الفاعلية الهجومية، وهو ما يتفاقم أكثر إذا أخذنا في الاعتبار أن الهدفين المسجلين في ليغانيس ودورتموند كانا من نيران صديقة , وهكذا، فقد مرّ 193 دقيقة منذ آخر هدف سجله أحد لاعبي برشلونة – وكان من نصيب لامين، الذي سجل الهدف الرابع في مباراة الذهاب ضد دورتموند.
رافينيا ولامين هما أبرز وجهين لهذا الانطفاء الهجومي , فقد عاد البرازيلي من السوبر كلاسيكو خلف المحيط بمستوى بدني ودقة أقل بكثير , فمنذ الهزيمة أمام الأرجنتين لم يسجل لاعب ليدز السابق سوى هدف واحد في 400 دقيقة، وجاء بعد تسديدة من كوبارسي كانت في طريقها للمرمى على كل حال , وما يثير القلق أكثر في “رافا” ربما هو فقدانه لـ”الشرارة” والحيوية التي يحتاجها لعبه لإحداث الفارق.
لامين ورافينيا، أعراض نقص في الانتعاش
ولا يبدو حال لامين يامال أفضل بكثير. فمنذ آخر توقف دولي سجل هدفًا واحدًا فقط في آخر 601 دقيقة. وقد بدأ نشيطًا في دورتموند لكنه تلاشى تدريجيًا ولم يتمكن من خلق الخطر، ليتم استبداله في الدقيقة 70 مع شعور ظاهر بالإرهاق , وقد يكون هذا السبب الأخير جزءًا من تفسير التراجع لدى الجناحين، إذ أنهما لم يحظيا بالكثير من التدوير طوال الموسم.
سواء بالصدفة أو نتيجة منطقية، فقد تزامن التراجع الهجومي مع تحسن كبير في الأداء الدفاعي , ففي 11 من آخر 17 مباراة، تمكن برشلونة من الحفاظ على شباكه نظيفة , وخلال الأسابيع الأخيرة تكررت تدخلات دفاعية حاسمة: أراوخو وفيران ارتديا زي العمل في نهاية مباراة الذهاب ضد دورتموند، ورافينيا وإينيغو أنقذا الفريق في ليغانيس، كوبارسي دعم الفريق في عدة لحظات، وتشيزني قام بتصديات مذهلة في مباراة الثلاثاء…
الروزنامة لن ترحم
ما حدث في هذا الشهر من أبريل لا يزال يفتقر لأساس قوي يدعو للقلق المفرط . الروزنامة لم تمنح هدنة، ومن الطبيعي أن يشعر بعض اللاعبين بالإرهاق . فبيدري على سبيل المثال كان أحد الذين احتاجوا إلى “استراحة” في دورتموند بسبب الحمل الكبير من الدقائق – فقد لعب 85% من دقائق الموسم.
ومع ذلك، فإن الواقع هو أنه لا توجد فرص واضحة لاستعادة الطاقة: يوم السبت يأتي سيلتا، ثم الأحد يزور مايوركا، والسبت 26 يقام نهائي الكأس، وبعد ثلاثة أو أربعة أيام يبدأ نصف نهائي دوري الأبطال.
على أي حال، فإن ذلك لا يلغي الحقيقة الأخرى، وهي أن برشلونة يمر بأسوأ فتراته هجوميًا هذا الموسم , و سيتعين على هانسي تحليل الأمر واتخاذ قرارات إذا رأى ذلك مناسبًا.
الجانب الإيجابي هو أن الفريق خرج سليمًا من هذا الانطفاء بفضل الروح والالتزام الجماعي، واكتشف أنه يمكن الانتصار أيضًا من خلال تلقي أهداف أقل من الخصم. الشاطئ بات قريبًا، قريبًا جدًا، ولكن بعض أعراض الإرهاق بدأت في الظهور…
(المصدر : صحيفة سبورت)