— في ألمانيا يرون أن مشاركة تير شتيغن في المونديال أصبحت في خطر … تساءلت صحيفة “بيلد” عمّا إذا كانت عمليته الجراحية ستحرمه من فرصة أن يكون، أخيرًا، الحارس الأساسي في بطولة كبرى مع ألمانيا.
“مفاجأة للحارس رقم 1 في ألمانيا: هل ستكلفه العملية كأس العالم؟”. هذا ما تساءلت عنه خلال الساعات الأخيرة صحيفة بيلد، وهي وسيلة إعلامية واسعة الانتشار في ألمانيا، ، بشأن العقبة الجديدة التي يواجهها حارس مرمى نادي برشلونة الألماني، مارك-أندريه تير شتيغن، وهل ستؤثر عليه سلبًا قبيل نهائيات كأس العالم المقبلة 2026.
وقد نبه التقرير إلى أنه “قبل أحد عشر شهرًا فقط من انطلاق بطولة الفيفا في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك (من 11 يونيو إلى 19 يوليو 2026)، من المفترض أن يكون تير شتيغن هو الحارس الأساسي”، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن وضعه الحالي من “التراجع في برشلونة، حيث أُقصي تير شتيغن إلى المرتبة الثالثة في حراسة المرمى”، إلى جانب إعلانه أنه سيخضع لعملية جراحية جديدة “في الظهر”، وهي الثانية منذ 2023، كل ذلك يفتح باب الشكوك حول هذا الأمل الذي يراوده وهو في سن 33 عامًا.
وذلك رغم أن “في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، ضد البرتغال (1-2) وفرنسا (0-2)، قام الحارس بتصديات رائعة فعلًا، بل من طراز عالمي ضد الفرنسيين، ما عزّز موقعه كرقم واحد”.
وفي المقال، تم اقتراح أن “عاجلًا أو آجلًا، سيتوجب على تير شتيغن أن يجد ناديًا جديدًا لكي لا يُحبط حلمه في المشاركة بكأس العالم 2026″، محذرًا في هذا السياق من أن “العملية تأتي في توقيت غير مناسب”.
منذ عام 2008، كانت بطولات كأس العالم وكأس أمم أوروبا المتعاقبة حكرًا حصريًا على مانويل نوير كحارس أساسي في المنتخب الألماني, حارس بايرن ميونخ كان حتى أساسيًا عندما عاد للعب بعد غياب شبه تام لموسم كامل بسبب كسر في الساق والشظية نتيجة حادث تزلج في ديسمبر 2022، وكان عمره آنذاك 36 عامًا. وكانت بطولة أوروبا 2024 الماضية هي آخر مشاركاته الكبرى مع المنتخب، رغم أنه في المباريات الودية التي سبقتها، تعرض نوير لانتقادات بسبب مستواه. آنذاك، أعلن المدرب يوليان ناغلسمان أن “لا نقاش هنا، نوير هو الرقم 1”.
وقبل ذلك بقليل، كان تير شتيغن قد أقرّ أن “أن تكون الحارس البديل أمر مخيب للغاية”. وبعد بطولة أوروبا التي أُقيمت في ألمانيا عام 2024، قرر نوير اعتزال اللعب الدولي في سن 38 عامًا، بعد أن كان قد فكّر في خوض كأس العالم 2026 أيضًا. في النهاية، فتحت استقالة نوير من “المانشافت” الباب أمام تير شتيغن ليصبح الحارس رقم واحد المنتظر.
المدربون المتعاقبون على المنتخب الألماني، بين 2008 و2024، يواكيم لوف، هانسي فليك، والمدرب الحالي يوليان ناغلسمان، جميعهم راهنوا على نوير متفوقًا على باقي الحراس الدوليين الألمان، ومن بينهم تير شتيغن , ومع ذلك، فإن الحارس الذي انضم إلى برشلونة عام 2014 عندما كان في الثانية والعشرين من عمره، لعب 44 مباراة مع المنتخب الألماني الأول، متفوقًا، مثلًا، على زميله في الجيل بيرند لينو، الذي يملك 9 مباريات فقط، ويلعب حاليًا في فولهام.
ولكن مع رحيل نوير، أصبح دور الحارس الأساسي من نصيب تير شتيغن , في مايو 2025، أطلق ناغلسمان تصريحًا بشأن تير شتيغن مشابهًا جدًا لما قاله سابقًا عن نوير “إنه حارسي رقم 1 في دوري الأمم”، بعد أن تأكد أنه تواصل حتى مع هانسي فليك، مدرب برشلونة الألماني، لمعرفة كيف كانت عودة تير شتيغن إلى اللعب بعد إصابته الخطيرة في ركبته اليمنى , الإصابة المؤسفة التي تعرض لها تير شتيغن في مباراة فياريال-برشلونة ضمن الدوري، في سبتمبر 2024، جاءت بعد فترة قصيرة من وداع نوير للمنتخب الألماني.
أسطورة كرة القدم الألمانية ونادي بايرن ميونخ كارل هاينز رومينيغه، صرّح، عندما علم في أغسطس 2024 بقرار نوير النهائي بعدم مواصلة مشواره مع المنتخب الألماني، قائلًا: “رحل أفضل حارس أنجبته كرة القدم الألمانية، الحارس الذي غيّر مفهوم حراسة المرمى ورفعه إلى مستوى جديد، وجعل حراس العالم بأسره يحاولون تقليد أسلوبه”.
فترة النقاهة الطويلة التي عاشها تير شتيغن خلال موسم 2024-2025، والتي انتهت عندما كانت منافسات الموسم قد شارفت على نهايتها بالنسبة لناديه، دفعت المدرب ناغلسمان إلى تجربة حراس مرمى آخرين للمنتخب الألماني، مثل أوليفر باومان، الحارس البالغ من العمر 35 عامًا لنادي هوفنهايم، وألكسندر نوبي، الحارس البالغ من العمر 28 عامًا، والمعار إلى شتوتغارت من بايرن ميونخ، لكن على ما يبدو لم يُقنعه أيٌّ منهم، إذ وفى بوعده: في دوري الأمم لعب تير شتيغن رغم قلة مشاركاته مع برشلونة.
في تلك البطولة، التي أُقيمت في يونيو الماضي، كانت ألمانيا هي الدولة المضيفة للمنتخبات الأربعة التي بلغت الدور النهائي من هذه المسابقة التابعة لليويفا، ورغم أنها خسرت مباراتيها، أمام البرتغال ثم فرنسا، فقد نال تير شتيغن الإشادة لتصدياته , ومع انشغال نوير التام الآن ببايرن، لا يوجد في الوقت الراهن حارس ألماني يبدو كمنافس حقيقي لتير شتيغن في حال عودته للعب , ومع ذلك، تبقى المسألة الأساسية هي: أن يلعب , وفي برشلونة، خلال الأشهر المقبلة، أولًا بسبب التدخل الجراحي، ثم بسبب خطط النادي، لا يبدو أن هذا سيكون هو الوضع القائم.
(المصدر : صحيفة MD)