— لا سيراميكا، إقليم لامين … زيارتان إلى ملعب فياريال، وظهوران حاسمان للموهبة الشابة في نادي برشلونة.
هناك ملاعب تُخلَّد بما يُعاش فيها , وبالنسبة لامين يامال يُعد ملعب لا سيراميكا واحدًا منها , إنه ملعب خاص، مسرح لا يبرد فيه الإيقاع أبدًا، ويتألق فيه إبداع صاحب القميص رقم 10 في نادي برشلونة , زار لامين فياريال في مناسبتين وفي كلتيهما ترك بصمته.
هذا الأحد (16:15 بتوقيت إسبانيا) يعود فريق هانسي فليك إلى أرض «الغواصات»، والذاكرة القريبة تقود حتمًا إلى لامين لأنه في زياراته الرسمية الوحيدة هناك حوّل الشاب من نادي برشلونة المباراة إلى عرض كروي خالص.
كانت البداية في 27 أغسطس 2023، في تلك المواجهة التي لا تُنسى بنتيجة 3-4، مباراة اتسمت بالجنون والسرعة , بعمر 16 عامًا و45 يومًا فقط قدّم لامين أداءً خُلّد في الذاكرة الجماعية , صنع هدفًا لغافي بعرضية مقوسة مرسومة بدقة، ليصبح أصغر صانع أهداف في تاريخ الدوري الإسباني في القرن الحادي والعشرين , أربع تسديدات، اثنتان منها على القائم، ست مراوغات ناجحة، 41 تمريرة بدقة 85%، وست استرجاعات في نصف ملعب الخصم , لم يكن مجرد حماس مراهق، بل سلطة كروية كاملة , لا سيراميكا لم تُثقل كاهله، بل رفعته.
وبعد عام، في 22 سبتمبر 2024، تكرر السيناريو , نادي برشلونة بقيادة فليك اكتسح (1-5) في مباراة مجنونة الإيقاع، وعاد لامين ليتصدر المشهد دون ضجيج , تمريرة ساحرة بوجه القدم الخارجي، علامته المسجلة، نحو رافينيا، ركلة جزاء انتزعها بمراوغة حريرية، وإحساس دائم بأن المباراة تمر عبر قدميه، فرص، مراوغات، وخطر متواصل.
كانت أيضًا الليلة التي احتاج فيها الإبداع إلى الحماية. تدخل سيرخي كاردونا العنيف أشعل إنذارات الخطر في نادي برشلونة , وحتى ذلك لم يُخرج لامين من أجواء اللقاء، واصل اللعب وصناعة الفارق وكأن الضجيج الخارجي غير موجود.
زيارتان، وعرضان استثنائيان لامين في فياريال , و هذا الأحد يفتح لا سيراميكا أبوابه من جديد , ونادي برشلونة يدرك أن لامين يامال، على هذا المسرح، غالبًا ما يجد نفسه , وعندما يحدث ذلك تتحول كرة القدم إلى عرض خالص.
(المصدر : صحيفة MD)