فليك

فليك يبدأ العودة “الساحقة” لـ برشلونة بعد هزيمتين

تشخيص فليك وعلاجاته … لقد أخذ مدرب برشلونة ملاحظات وافية حول ما يحدث للفريق بعد الهزيمتين الأخيرتين، وهو مقتنع بإمكانية قلب الوضع بعد فترة التوقف.


قلق؟ نعم. إنذار؟ لا , هانزي فليك، إلى جانب طاقمه الفني، حظي بوقت كافٍ لتحليل الهزيمتين المتتاليتين اللتين تلقاهما برشلونة في آخر مباراتين (أمام باريس سان جيرمان وإشبيلية) بالتفصيل , كانت العثرتان مختلفتين تمامًا — ففي الأولى واجه برشلونة بطل أوروبا الحالي، وانتهى به الأمر إلى الانهيار بدنيًا في الشوط الثاني بعد أن تفوق عليه خصمه تكتيكيًا — أما أمام إشبيلية، الذي هرب العام الماضي مع الهبوط إلى الدرجة الثانية، فكانت الصورة أسوأ , قبل مغادرة اللاعبين إلى منتخباتهم وقبل أن يأخذ هو نفسه قسطًا من الراحة لبضعة أيام نبّه المدرب غرفة الملابس لما ينتظرهم عند العودة: “العمل، تقديم الأفضل من كل واحد، والمنافسة”.

إستعادة شدة فريق الثلاثية

إحدى القواعد الأساسية في “عشر وصايا” هانزي فليك ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعمل , فالمجهود لا يُختصر، وهو ينتظر دومًا أقصى ما لدى كل لاعب من لاعبيه، ليس فقط في المباريات بل كذلك في التدريبات , لقد اكتشف مدرب برشلونة أن لاعبيه خفّضوا وتيرتهم وحان وقت رد الفعل، والعمل، واستعادة الشدة التي قادت الفريق إلى تحقيق الألقاب الثلاثة المحلية في الموسم الماضي وجعلته على أعتاب نهائي دوري الأبطال الذي أُقيم في ميونيخ , المدرب الألماني يرى أن الوقت قد حان لتجاوز الأعذار وارتداء زي العمل مجددًا من أجل الطموح بكل شيء , فليك مطمئن لأنه يثق تمامًا بلاعبيه، وهناك وقت كافٍ للتدارك، إذ إن الفريق في دوري الأبطال في نفس الوضع الذي كان عليه في مثل هذا الوقت من الموسم الماضي — فوز وهزيمة واحدة — وفي الدوري الإسباني جمع نقطتين أقل فقط، وهي نفسها الفجوة الفاصلة مع ريال مدريد على الصدارة , و اعتبارًا من صباح الاثنين، بعد أربعة أيام من الراحة، سيبدأ فليك وطاقمه العمل بكامل القوة مع اللاعبين غير الدوليين.

عودة المصابين، مفتاح الحل

على الرغم من أن فليك لم يكن يومًا من الذين يبحثون عن الأعذار إلا أن المدرب لا يُخفي أن الكبوة التي عانى منها الفريق في هاتين المباراتين أمام باريس سان جيرمان وإشبيلية، بفارق أربعة أيام فقط وبعد جهد بدني هائل أمام رجال لويس إنريكي، ترتبط أيضًا بالإصابات العديدة التي عانى منها الفريق، إذ لم يتمكن من المداورة كما كان يرغب , غياب رافينيا — العنصر الحاسم في ثلاثية الموسم الماضي والذي غاب عن آخر ثلاث مباريات — مضافًا إلى غياب فيرمين — المصاب منذ الفوز الكبير على خيتافي — ولامين — الذي غاب أمام إشبيلية فقط، بعد أن غاب سابقًا عن أربع مباريات بسبب نفس مشاكل العانة — أثّر كثيرًا على خط الهجوم , يضاف إليهم غافي، الذي سيغيب خمسة أشهر، وجوان غارسيا، الذي لن يلحق بالكلاسيكو , كما أن اللاعبين الذين كان يفترض أن يعوضوا هذه الغيابات أو ينعشوا خط الوسط، إما عادوا مؤخرًا من الإصابة ولم يحصلوا على دقائق، أو لم يقدموا المستوى المتوقع , الجانب الإيجابي بالنسبة لفليك هو أنه بعد التوقف سيستعيد دفعة واحدة رافينيا، فيرمين — الذي تقدم خطوة أمس — ولامين.

تقييم إدخال بعض التغييرات التكتيكية

بالإضافة إلى استعادة ثلاثة لاعبين أساسيين في الضغط من الخط الأول وهم رافينيا، فيرمين، ولامين — الأخير بدرجة أقل في الضغط، وإن كان فليك قد دعاه لذلك أيضًا — لكن وجوده حاسم في خلق التوازن والتأثير في اللعب، يفكر المدرب الكتالوني أيضًا في إدخال بعض التعديلات التكتيكية , فالمدرب الألماني، المخلص لأسلوبه، لن يتخلى عن نظام لعبه ولا عن الضغط العالي رغم المخاطر الدفاعية التي يسببها، لكنه قد يجري بعض التبديلات في المراكز , إذ يدرس إمكانية نقل ماركوس راشفورد من الجناح إلى قلب الهجوم ليكون المهاجم “رقم 9” المرجعي , وعلى الرغم من أرقام فيران المميزة كمهاجم وقيامه بعمل كبير، يرغب المدرب في تجربة الإنجليزي في هذا المركز لتمكين رافينيا من اللعب في الجهة اليسرى عند عودته من الإصابة. وقد تقبّل ليفاندوفسكي بالفعل أنه سيكون هذا الموسم خيارًا ثانويًا — مهمًا، لكنه خيار — يدخل من دكة البدلاء.

النقد الذاتي وتحصين غرفة الملابس كوحدة واحدة

الخطوة الأولى نحو التحسّن هي الاعتراف بالأخطاء , ومن داخل غرفة ملابس برشلونة وردت رسائل عديدة من اللاعبين الذين حددوا بدقة الأخطاء التي ارتكبوها في آخر مباراتين — أمام باريس سان جيرمان وإشبيلية — رغم إمكانية إسقاطها أيضًا على مواجهات رايو فاييكانو، وليفانتي — حيث اضطر الفريق للعودة بالنتيجة — وريال سوسيداد. المباريات الوحيدة التي كان فيها الفريق مثاليًا في الضغط والفعالية كانت أمام فالنسيا وخيتافي في ملعب يوهان كرويف , تصريحات بيدري، وكوبارسي — بعد المباراة الأخيرة واليوم في مقابلة مع صحيفة MD — وكذلك تشيزني في نفس الصحيفة تعزز فكرة أن غرفة الملابس متأثرة بالنتائج وتسعى للتكفير عنها , وبعد إجراء النقد الذاتي وتحديد الأخطاء المطلوب تصحيحها يرغب فليك أيضًا في أن تتحصن غرفة الملابس وتبقى موحدة كالعائلة التي كانت عليها طوال الموسم الماضي , فقط بالعمل الجماعي، عندما يشعر كل لاعب بأهميته لكنه يضع مصلحة الفريق فوق الفردية، يمكن لبرشلونة أن يطمح لجميع الألقاب. هذا هو الطريق، وهذا ما يريد فليك رؤيته بعد التوقف.

خيار مفتوح إذا أمكن التدعيم في يناير

هانزي فليك يثق ثقة عمياء في تشكيلته , فهي تقريبًا نفسها التي قادها لتحقيق الثلاثية الموسم الماضي — باستثناء إينيغو مارتينيز — وقد تم تعزيزها بماركوس راشفورد، خوان غارسيا، وروني باردغجي , لذلك لا يملك أي أعذار ويؤمن بقوة بإمكانية المنافسة على كل الألقاب، بشرط أن يلتزم الفريق بنفس الجدية التي أظهرها في الموسم الماضي , ومع ذلك، من الصحيح أن غياب إينيغو له تأثير واضح على محور الدفاع، كما يُظهر أن المدرب بالكاد كرر نفس الثنائي الدفاعي، باستثناء كوبارسي-أراوخو اللذين تشاركا اللعب في ست من أصل عشر مباريات رسمية، دون أن يُكملا معًا 90 دقيقة. غياب قلب دفاع أيسر طبيعي في التشكيلة دفع الإدارة الرياضية إلى مراقبة السوق بحثًا عن خيار مثير للاهتمام. الأولوية الآن أن يقدم الفريق أفضل نسخة منه، لكن إذا أمكن تنفيذ صفقة في يناير فلن يغلق المدرب الباب , قبل ذلك، سيتشاور مع ديكو لتحديد المركز الأكثر حاجة إلى التعزيز: قلب الدفاع الأيسر أم مركز المهاجم “9” إذا لم تنجح تجاربه.

(المصدر / صحيفة MD)

اضف رد