–– غرفة ملابس البارسا واضحة: روح أراوخو … و يتخذ لاعبو البارسا و(فليك) من قلب الدفاع مثالاً في أسبوع حاسم أمام أولمبياكوس وريال مدريد.
الانتصار الصعب للبارسا على جيرونا في الوقت بدل الضائع وبطريقة يائسة، ترك قراءتين , الأولى حول الروح، والالتزام، والسلوك التنافسي للاعبي برشلونة لضمان انتصار محفّز قبل الكلاسيكو في سانتياغو برنابيو يوم 26 أكتوبر. والثانية حول ضرورة تصحيح الأخطاء التكتيكية الواضحة، التي أبرزها بعض اللاعبين مثل بيدري، مطالبين بضغط أفضل وانتباه أكبر للتفاصيل. وقال الكناري: “لم نقم بالأمور جيداً في آخر مباراتين”.
وتلك الروح المهدّئة والمنتَصرة لأراوخو، قلب الدفاع الذي تحول إلى مهاجم طوارئ، وبطل المباراة، هي ما يريد هانزي فليك وغرفة الملابس الحفاظ عليه في لحظات حرجة ومع بداية أسبوع حاسم آخر مع استحقاق دوري أبطال أوروبا ضد أولمبياكوس غداً الثلاثاء أيضًا في مونتجويك.
بعد هزيمتين متتاليتين وانتصار عصيب، يبدو أن المدرب الألماني يسير في حالة ارتباك وضياع مع فريقه برشلونة , اللاعبون كذلك , فذلك الفريق الساحر، الموثوق والدقيق في الموسم الماضي، الذي كان يعرف كيف يفرض نفسه على خصومه تحول إلى فريق متردد، مفصول في بعض اللحظات، ومرتبك أحياناً , ليس فقط الإصابات هي التي تتسبب في الأضرار، بل أيضاً الشكوك في أسلوب اللعب.
الاضطرار إلى تغيير التشكيلة الأساسية مع تركيبات لم تكن لتُتخيّل في بداية الموسم هو علامة واضحة على أن شيئاً يحدث. ومن الدلالات أيضاً أن المدرب يضطر لإجراء تغييرات بين الشوطين , و لقد فعل ذلك في 8 من أصل 9 جولات لُعبت. الموسم الماضي في الليغا فعلها 13 مرة فقط في 38 مباراة. وهذا أمر ذو دلالة، ربما أكبر مما يُعتقد.
رسالة المدرب الألماني هي أن يجدف الجميع في الاتجاه نفسه وأن يتجاوزوا هذا الضباب الفني , شيء بسيط مثل إظهار الاستعداد والإيجابية التي يمتلكها أراوخو , فعلى الرغم من أنه كان مرتاحاً لعدم مشاركته في المباريات الدولية، بدأ المباراة على مقاعد البدلاء، وعندما سأله فليك إن كان يرى نفسه قادراً على اللعب كمهاجم صندوق، تقدّم خطوة إلى الأمام. ارتدى القميص وأخبر توني فرنانديز: “سأسجل هدفاً”. وهكذا فعل. لا يمكن طلب المزيد. تضحية وعزيمة. والأرقام تؤيده.
راهن فليك عليه ليكون المرجع الهجومي في الدقائق الأخيرة من المباراة، مع تعادل 1-1 على لوحة النتيجة , كان ذلك في الدقيقة 82، حين دخل أراوخو بدلاً من (كاسادو) في تغيير فاجأ الكثيرين لكنه أثمر في النهاية , وعلى الرغم من أنه لمس الكرة في ست مناسبات فقط، إلا أن تأثيره كان فورياً، وأجبر جيرونا على التراجع بسبب تهديده الهوائي. وقبل هدفه الحاسم، حاول اللاعب رقم 4 إرسال عرضية خطيرة من الجهة اليمنى بعد انطلاقة جيدة.
وكان ذلك الخطأ الوحيد في التمرير من أصل أربع محاولات , وأكمل أراوخو أداءه الجيد ضد جيرونا بفوز في مواجهة هوائية وباسترجاعَي كرة، إضافة إلى تلقي بطاقة صفراء بعد خلع قميصه في احتفال حماسي. وقت قليل، لكنه كان كافياً لإحداث انقلاب كامل…
(المصدر / صحيفة MD)