— تير شتيغن، في وضع حرج … الألماني، الذي يعلم بالفعل أن برشلونة لا يعوّل عليه يجب أن يحدد استراتيجيته ويختار ما إذا كان سيدخل في “حرب” أم سيُفضّل الرحيل والمشاركة في كأس العالم , لم تصل إليه سوى عروض من السعودية وتركيا , يعلم أن راتبه قد يعرقل مبدأ اللعب المالي النظيف، لكنه قد يُلقي بغضب غرفة الملابس عليه.
إذا كان النزاع الذي يلوح في الأفق هذا الصيف بين برشلونة وتير شتيغن يشبه مباراة شطرنج، فإن الفريق الكتالوني قد بدأ اللعب بالأبيض وبقوة , دفع الشرط الجزائي لخوان غارسيا والتوقيع معه حتى 2031، و تجديد عقد الحارس المخضرم تشيزني حتى 2027 هي لافتات وداع لا لبس فيها للحارس الألماني.
ومع كشف الأوراق على الطاولة، يبقى الاهتمام الآن بمعرفة الاستراتيجية التي سيتبعها القائد الأول للفريق، والذي يُجبر على لعب هذه المباراة بالحجارة السوداء , حتى الآن، حضر تير شتيغن أمس إلى المدينة الرياضية جوان غامبر دون أن يُعلم أحدًا , أراد أن يُثبت موقفه , وهناك التقى بخوان غارسيا وديكو، الذي حيّاه باختصار.
ومن المتوقع أن يجتمع اليوم مع هانسي فليك، الذي يعرف منذ مدة مضمون خطابه , الحارس الألماني وصل بالفعل إلى المدينة الرياضية , وبالنسبة للمدرب الذي نشأ في موكنلوخ فإن حارسي برشلونة لموسم 2025-26 هما خوان غارسيا وتشيزني , إذا أراد تير شتيغن البقاء فسيحترم رغبته، لكنه سيُصرّ على صعوبة وضعه الرياضي، وسينبّهه إلى سلوكه داخل غرفة الملابس، خصوصًا لكونه قائدًا.
تير شتيغن عبّر بشكل غير مباشر من خلال قنواته الإعلامية الرسمية عن أمر مشابه لما قاله قبل أكثر من شهر خلال دوري الأمم: أنه سيبقى في برشلونة , إلا أنه، وبصفته حارسًا ذا خبرة، يعلم أن هذه المرة لا يملك الأوراق الرابحة كما كان الحال في 2016 عندما وضع النادي في موقف حرج بين الاختيار بين برافو وبينه تحت تهديد الرحيل إلى السيتي , آنذاك، كان مستواه الرياضي وشعبيته في أوجها , أما الآن، فالعكس تمامًا.
ثلاث عمليات في الركبة اليمنى وواحدة في الظهر أثارت الكثير من الشكوك الرياضية داخل النادي , بالإضافة إلى رفضه السفر إلى ميلان عندما علم أنه لن يشارك في إياب نصف نهائي دوري الأبطال، وامتناعه عن الحديث علنًا كقائد بعد التتويج بلقب الدوري، كلها أمور أثارت الاستياء في برشلونة وبين الجماهير , لم يعد منيعًا كما تؤكد الاستطلاعات.
تير شتيغن، الذي لم يتلقَّ سوى عروض من السعودية وتركيا يمكنه أن يستخدم ورقة راتبه المرتفع , إن لم يرحل قد يُعيق مبدأ اللعب المالي النظيف ويُعقّد حتى تسجيل خوان غارسيا , لكن هذا احتمال حساس، لأنه قد يجلب عليه غضب الجماهير، بل وغرفة الملابس التي قد تتخذ موقفًا إن وصلت الأمور إلى حدها.
القضية تشبه كثيرًا حالة غوندوغان العام الماضي. إيلكاي، الذي تصرف كفارس، فهم الرسالة وبدأ البحث عن مخرج , قد تُعقد اليوم أول جلسة لكن القضية قد تمتد إلى ما بعد الجولة الآسيوية إن لم يتنازل تير شتيغن , لكن قلة من الناس يتخيلونه وهو يتحدث في كأس غامبر كقائد .
(المصدر : صحيفة الاس)