راكيتيتش

راكيتيتش يكشف: قلبي اختار كرواتيا … و الأخ الذي رفع معي الكأس ورحل

“الدوري الأوروبي لعام 2014 ربما كان أفضل لحظة لي” … الكرواتي أجرى مراجعة لمسيرته التي امتدت لعشرين عامًا بعد أن أكد اعتزاله الاحترافي يوم الاثنين الماضي , وأضاف: “لم يكن من السهل الاختيار بين سويسرا وكرواتيا”.

الكرواتي إيفان راكيتيتش، الذي أعلن يوم الاثنين الماضي اعتزاله كرة القدم الاحترافية عن عمر يناهز 37 عامًا، أكّد أنه في شبابه اضطر إلى “الاختيار بين سويسرا — وُلد في موهلين — وكرواتيا، ولم يكن الأمر سهلاً لأنني لم أكن أعرف ما يجب فعله”، لكن “قلبي هو من دفعني” فاختار تمثيل المنتخب الذي تنتمي إليه عائلته.

و قال : “القدرة على لعب تلك المباراة النهائية (في كأس العالم 2018) في روسيا، هناك أشياء كثيرة: أكثر من مئة مباراة (106)، ثلاثة عشر عامًا… الكثير من العواطف، أن تستمتع بلحظات خاصة” , هكذا صرّح اللاعب السويسري-الكرواتي لوسائل إعلام نادي إشبيلية الذي “وقع في حبه” وأصبح قائده، راكيتيتش هو ثاني لاعب أجنبي يصبح قائدًا للنادي بعد مارادونا، وأكثر لاعب أجنبي خاض مباريات مع الفريق (323 مباراة، سجل فيها 53 هدفًا وقدم 63 تمريرة حاسمة)، كما فاز بلقب الدوري الأوروبي مرتين (2014 و2023).

وسلط الضوء، وهو الذي لعب أيضًا لبازل، شالكه 04، برشلونة، الشباب وهايدوك سبليت، على أن “اللعب من أجل بلدك أمر مختلف وخاص”، وأن كرواتيا “لم تفز بالكأس الأهم، لكنها فازت بقلوب العالم كله”، في إشارة إلى تلك المباراة النهائية التي خسرها المنتخب 4-2 أمام فرنسا.

بعد تعليق حذائه وهو الذي لعب 887 مباراة رسمية، سجل فيها 125 هدفًا، وقدم 141 تمريرة حاسمة، وتوّج بـ17 لقبًا (13 مع برشلونة، 2 مع إشبيلية، واحد مع شالكه وآخر مع بازل)، أشار إلى أنه يشعر بـ”السعادة والفخر بكل ما عاشه”، مع “امتنان كبير” و”رغبة في مواجهة كل ما هو قادم، وهي مرحلة مختلفة”.

عن فترته مع إشبيلية، أولاً بين يناير 2011 وصيف 2014 حين انتقل إلى برشلونة، ثم بين 2020 و2024، وعن “حبه الأبدي” لإشبيلية وعاصمة الأندلس، تذكّر أنه ما إن استقبله المدير الرياضي آنذاك، رامون رودريغيز ‘مونشي’، حتى “في تلك الليلة نفسها” التقى بزوجته راكيل ماوري.



وقال راكيتيتش: “وصلت إلى هناك لأنني كنت أريد أن أتعرف على عالم مختلف وكان الوقت مثاليًا , ليس من السهل الوصول إلى مكان كل شيء فيه جديد، وتنتهي بك الحال بأن تصبح جزءًا من تلك العائلة، إنه أمر جميل جدًا”، مضيفًا أن “أكثر لحظة مؤثرة” في مسيرته “ربما كانت رفع الكأس في تورينو” عام 2014، حين فاز بركلات الترجيح على بنفيكا.

وبالنسبة للكرواتي، “لم يكن هناك قط مجموعة أفضل في كرة القدم، كانت عائلة مذهلة، جنون حقيقي؛ كان من الرائع القدوم كل صباح إلى غرفة الملابس، كان من المحزن انتهاء الموسم، كنا نريد البقاء معًا. كانت سنة مميزة جدًا”، كما صرّح لوسائل إعلام نادي إشبيلية.



كما استحضر ببالغ التأثر زميله خوسيه أنطونيو رييس الذي توفي سنة 2019 في حادث سيارة، والذي فاز معه بتلك النسخة من الدوري الأوروبي في تورينو , وقال: “كانت علاقتي به قريبة جدًا , كان دائمًا يقول إننا سنفوز بها. كان فريدًا. عندما تكون محطمًا، يجعلك تضحك , لقد كان أمرًا لا يُصدّق أن أرفع الكأس معه، كان أخًا لي، وأعلم أنه أينما كان، فهو معي”.



وعن رحيله إلى برشلونة، قال إنه “كان واضحًا” بأنه “لن يغادر إشبيلية إلا من أجل شيء كهذا”، وكان قد تحدث في الأمر مع مونشي، وأشار إلى أنه حين قرر العودة بدأ “يدفع الأمور للعودة” دون أن يقول شيئًا لزوجته، ليكون “من جديد في المنزل”، ويكون “مهمًا ويصنع التاريخ”.

وتذكر قائلًا: “كنت قد قلت لخيسوس (نافاس) إننا نفتقد لرفع كأس معًا، وكل شيء يحدث لسبب”، في إشارة إلى الوفاء بذلك الوعد، حين فاز في 2023 بتلك النسخة الأخيرة من كأس الاتحاد الأوروبي/الدوري الأوروبي في بودابست، السابعة في تاريخ النادي، بعد التغلب على روما بركلات الترجيح.



واختتم الكرواتي قائلًا: “الاتصال من اليوم الأول (مع إشبيلية والمدينة) كان رائعًا: الخروج كحامل للعواميد في المواكب، خيمة المعرض… لم يتبق لي الكثير , لم أولد كإشبيلّي ولا كأندلسي، لكنني سأموت كذلك , شكرًا لكرة القدم، شكرًا على كل شيء. لنرَ ما الذي تخبئه لنا الحياة من الآن فصاعدًا”.

(المصدر : صحيفة الاس)