— رافينيا، رمز الجدارة وقيادة بين الأجيال … بعد أن قدم، وبفارق كبير، أفضل موسم في مسيرته مع انطلاقه في ارتداء شارة القيادة الموسم الماضي، يبدو دوره التكاملي مع اللاعبين الناشئين مرة أخرى حاسماً لبرشلونة.
رافينيا دياس يبدأ موسمه الرابع مع نادي برشلونة لكنه على الأرجح الأول كرمز لا جدال فيه لكل عشاق برشلونة , اللاعب البرازيلي البالغ من العمر 28 عامًا حسم كل النقاشات حول أهميته في الملعب الموسم الماضي، بالتحديد عندما ورث مسؤولية كونه أحد قادة الفريق، كونه رابعاً بحسب الترتيب الرسمي.
جاءت هذه “الاستثمارة” مصحوبة بأفضل أداء في مسيرته ، مما دفعه حتى إلى أن يكون من المرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2025 بفضل 34 هدفًا و25 تمريرة حاسمة في 57 مباراة مع برشلونة في موسم 2024-25 , كان لديه دائماً طابع توافقي في غرفة الملابس، لكن المسؤولية أثرت فيه بشكل خاص إيجابيًا.
تحديه للموسم 2025-26 هو الحفاظ على تأثيره الإيجابي سواء على أرض الملعب أو خارجها على قدم المساواة , في هذه الأيام الأولى من فترة الإعداد تظهر الصور التي ينشرها النادي بعد التدريبات في المدينة الرياضية جوان غامبر الدولي البرازيلي مرة أخرى كرمز بين الأجيال في تشكيلة، حيث تشهد هذه المرحلة الأولية انضمام حوالي عشرة من الشباب الذين يسعون للحصول على مكان في النخبة.
وصل في 2022 قادمًا من ليدز، وكان أول موسمين لرافينيا مع برشلونة جيدين بشكل معقول لكن لا شيء يضاهي ما قدمه في الموسم الماضي , بدا أن استلامه إحدى أساور القيادة جعله يركز على مهمته المزدوجة كرمز في غرفة الملابس وفي الملعب.
في تصريحات حديثة لأندرسون لويس دي سوزا “ديكو” وكيل رافينيا عند انتقاله إلى برشلونة مقابل 58 مليون يورو و7 ملايين كمتغيرات قبل ثلاث سنوات، والمدير الرياضي الحالي للنادي، أكد على الخطوة الكبيرة التي خطاها موكله السابق: “هو يقدم الكثير بسبب شخصيته , أولاً لأنه يقاتل دائمًا. ثم لأن ملفه الشخصي يساعد اللاعبين الأصغر سنًا، مثل لامين، بيدري، كوبارسي…” , الآن هؤلاء لديهم خبرة وسيرة في غرفة الملابس ويأتي خلفهم شباب جدًا لديهم رغبة في التقدم، وهذا الدور كجسر بين دفع الشباب وخبرة القدامى أمر أساسي في أي فريق لديه طموحات , وغالبًا ما يُرى رافينيا يختلط بالشباب حتى في التدريبات.
في خريف العام الماضي عندما كانت قيادته لا تزال حديثة، شرح رافينيا بنفسه في كلمات للنادي كيف يرى هذه الوظيفة: “أن تكون قائدًا لا يعني فقط أن تكون واحدًا من الأربعة، بل أن تكون هناك جاهزًا للمساعدة في كل ما يحتاجونه، والقتال من أجل ما يحتاجونه… المساعدة داخل وخارج الملعب”، قال البرازيلي.
في فبراير الماضي، وفي مقابلة مع فرانس فوتبول، اعترف رافينيا بأن اتصالًا من المدرب الجديد لبرشلونة، هانسي فليك، في صيف 2024، كان مفتاحًا لإزالة أي رغبة في تغيير القميص “عندما تم الإعلان رسميًا عن تعيين هانسي اتصل بي وقال إنه يعتمد عليّ دون أن يعرفني أو يرى تدريبي , كان هذا مهمًا جدًا في قراري بالبقاء , كنت أعلم أنني سأكون مهمًا للفريق”، كشف , و في أبريل، وصف فليك ما يعنيه وجود رافينيا في فريقه: “دائمًا لديه ذلك التفكير الإيجابي الذي يستطيع أن ينقل إلى بقية اللاعبين , قلت له أننا نحتاجه”.
ترجم شعوره بالثقة إلى أرقام ملموسة: إذا في موسم 2022-23 كان قد سجل 10 أهداف وقدم 12 تمريرة حاسمة في 50 مباراة، وفي 2023-24 سجل 10 أهداف و13 تمريرة حاسمة في 37 مباراة، فقد تخطى الموسم الماضي المجموع في كلا الجانبين، وهما مهمان جدًا للاعب مهاجم: 34 هدفًا و25 تمريرة حاسمة , قد يكون هناك نقاش تكتيكي حول موقعه في الملعب، خاصة حينما اعتُبر خطأً أن وصول جناح أيسر مثل نيكو ويليامز قد تم، لكنه حتى مع ذلك لم يغِب رافينيا عن إعادة ترتيب الخطط.
نمو رافينيا قاده أيضًا إلى منتخب البرازيل حيث حمل الرقم الأسطوري 10 في “فيرديأماريلّا” وتلقى الثناء من رمز مثل ماركينيوس، بطل أوروبا حديثًا وقائد دفاع باريس سان جيرمان , و بعد مباراة بين البرازيل وكولومبيا في مارس، رأى المدافع أن رافينيا يمتلك موهبة القيادة عندما ساعد في تهدئة أحد اندفاعات فينيسيوس جونيور “رافينيا ظاهرة. الآن الجميع يرون الإمكانات وكل ما يمكنه فعله، شيء كنا نراه داخليًا في المنتخب , كنا نعلم أهميته وجهده وعقليته وقيادته”، قال مدافع باريس سان جيرمان , و أكد “هو ذكي جدًا ويقدم دائمًا كلمات مناسبة , نقل ذلك مع فيني وأظهر نفسه كقائد وواحد من القادة المحتملين , فعل ذلك لأنه فكر أولًا في المجموعة”
سيسعى في هذا الدور الرمزي إلى الحفاظ على الرأي الإيجابي الذي يحمله جمهور برشلونة تجاهه الآن , بعقد يمتد حتى 2028، يرغب رافينيا في الاستمرار كحل فردي وجماعي لنادي برشلونة.
(المصدر : صحيفة MD)