دافيد فيا

دافيد فيا ظن أنها مزحة و قال لغوارديولا “إنني مشغول”

«اتصل بي غوارديولا، ظننت أنها مزحة فقلت له إنني مشغول» … دافيد فيا يعترف بأن كرة القدم مدينة لبيب غوارديولا ولويس أراغونيس


دافيد فيا كان الضيف المميز في البودكاست الذي يقدمه ماريو سواريز “طريق ماريو” , وقد استعرض اللاعب السابق بإسهاب مسيرته الكروية الطويلة، مستغلاً المناسبة ليكشف عن بعض الطرائف المميزة التي رافقته طوال مسيرته.

اعترف فيا بأن بداياته في كرة القدم الاحترافية لم تكن سهلة، فالوضع الاقتصادي الصعب الذي كان يمر به نادي سبورتينغ خيخون أجبره على الرحيل من بيته والانضمام إلى فالنسيا، النادي الذي كان يعيش بدوره أجواءً مليئة بالصراعات الداخلية.

لخص تلك المرحلة بكلمة واحدة: الجنون , و قال “في البداية لم أكن ألعب مع كيكه، وهو يقول دائمًا إنه أشركني في اللعب، وبعدها لم يعد يستطيع أن يُخرجني , كانت طريقًا صعبًا لكنها جميلة , غير أن الأمور تعقدت عندما جاء كومان، كانت حالة تصلح لتأليف كتاب , عندما أقالوا كيكه كنا في المركز الثالث أو الرابع، ثم بدأنا بالسقوط , كان لدينا أربعة قادة: كانيزاريس، ألبيلدا، باراخا، وأنغولو، وأبعدوا ثلاثة منهم من الفريق ولا نعرف السبب , كانت سنة صعبة، لكننا فزنا بالكأس، إلا أننا خسرنا بعدها بأسبوع (5-1) في سان ماميس ودخلنا مراكز الهبوط , كان ذلك اللقب الوحيد الذي فزت به بقميص فالنسيا.”

كان فالنسيا منصة مثالية قبل مغامرته الكبرى مع برشلونة، والتي بدأت أيضًا بموقف غريب من نوعه , و قال “حين اتصل بي غوارديولا، أتذكر أنني كنت في المنزل. اتصل وقال لي، فرددت عليه: (أنا مشغول، سأتصل بك لاحقًا)، ظننت أنها مزحة. ثم اتصلت بتشافي، الذي كنت أعرفه من المنتخب، وسألته إن كان ذلك رقم بيب الحقيقي. وعندما قال لي نعم، اتصلت به فورًا.”

كانت مكالمة حاسمة بدّدت كل شكوكه.
وقال “كانت مكالمة غريبة بعض الشيء، كانت تكتيكية. شرح لي لماذا يريدني، وأين سأشارك، ولماذا يراني مناسبًا لما يبحث عنه، وما هو موجود في برشلونة، وكيف هو النادي… لم أكن أتوقع مكالمة تكتيكية وأنا لم أكن لاعبًا في برشلونة بعد , كنت شبه مقتنع بالانتقال، لكن تلك المكالمة أقنعتني تمامًا. قلت لوكيلي ألا يستمع إلا لبرشلونة.”

إعجاب فيا ببيب يمكن تلخيصه في مفتاح نجاح المدرب الكتالوني: “إلى جانب كونه مدربًا رائعًا وإنسانًا شديد الذكاء، فإن سرّ غوارديولا هو أنه يرى الأشياء قبل الآخرين , في هذه اللعبة، عندما تتنبأ بما سيحدث، تكون قد ربحت نصف المعركة.”

المنافسة مع ريال مدريد
كانت مرحلة فيا في برشلونة مليئة بالمواجهات الكبرى ضد ريال مدريد بقيادة مورينيو، الذي قال عنه ذات مرة: “البرسا أنفق ثروة على مهاجم لا يسجل في أحد.” , و قال “كنت أحب تلك التصريحات لأنها كانت تحفزني , كنت أعلم أنني سأقدم مباراة كبيرة. لم أتوقع أن أسجل هدفين ونفوز 5-0… إنها المباراة التي أتذكرها أكثر. صنعت هدفًا، وسجلت هدفين، وسحقنا غريمنا بخماسية. لا يوجد شعور أفضل من ذلك.”

خلال المقابلة، كشف “إل كواخي” عن قائمة أفضل خمسة لاعبين في تاريخ برشلونة من وجهة نظره: “أولاً ميسي، ثم إنييستا وتشافي، رونالدينيو (ليس فقط مع برشلونة، بل لأنه عندما جاء إلى الدوري الإسباني غيّر كل شيء بأسلوبه وتأثيره)، ثم أضع لويس إنريكي، مثلي الأعلى وقدوتي , كنت أحبه كثيرًا رغم أننا كنا مختلفين في اللعب، كنت أحاول أن أكون مثله في القتال على كل كرة.”

قضية نيغريرا
عندما سُئل عن قضية نيغريرا، أكد فيا أنه لم يكن على علم بأي معاملة خاصة “لم تكن لدي أي فكرة عن ذلك , لطالما أحببت الدفاع عن الحكام , نحن نبتعد أحيانًا عن الواقع. إنهم بشر يخطئون , كما أنني أُهدر ركلات جزاء، فهم أيضًا يخطئون , نعم، لعبت في أندية كبيرة، ومن الطبيعي أن يكون الضغط مختلفًا عندما تحتسب ركلة جزاء ضد برشلونة أو مدريد مقارنة بباقي الأندية.”

إصابته وفقدانه للدور الأساسي أنهيا مرحلته في برشلونة، ليرحل إلى أتلتيكو مدريد، وهناك عاش تجربة جديدة مع دييغو سيميوني: “أفضل ما في تشولو هو أنه يستخرج من اللاعبين أقصى ما عندهم كما لو كان يعصر برتقالة , أما الأسوأ، فهي فترات التحضير للموسم، كانت صعبة جدًا عليّ.”

المنتخب بقيادة لويس أراغونيس
بالطبع، لم يغب الحديث عن المنتخب الإسباني وعن شخصية لويس أراغونيس التي غيرت مجرى جيل كامل “كنا على وشك الإقصاء بعد خسارة واحدة، وكان يقول لنا: سنفوز باليورو , كنا ننظر إليه باستغراب، فقد كان الأمر يبدو مستحيلاً , كان علينا أن نفوز بثلاث مباريات ونتعادل في واحدة من أربع , لم نكن نعتقد أننا سنتأهل أصلًا. لكنه كان على حق. جعلنا عظماء حين لم نكن نعرف أننا كذلك. غيّر عقلية كرة القدم الإسبانية.”

بعد مسيرة طويلة خارج الكرة الإسبانية، اعتزل دافيد فيا ودخل عالم الأعمال الرياضية من خلال تأسيس وكالته الخاصة. تحديات جديدة في زمن جديد يتألق فيه اسم آخر: لامين يامال.

و قال “هل تعتقد أن لامين يدرك أنه يحمل مسؤولية قيادة برشلونة والمنتخب الإسباني؟ لا يمكن أن يكون واعيًا بذلك، لأنه لو فكر في الأمر يوميًا، لارتجفت ساقاه , إنه يلعب كما لو كان في حيّه، يلعب ليستمتع، لا يفكر في الإصابة أو الخسارة أمام مدريد، بل يفكر بالعكس، أنه سيفعل كل شيء بشكل رائع، وسيتجاوز الجميع، ويسجل هدفين… وتلك اللامبالاة الجميلة يجب أن يمتلكها اللاعب.”

(المصدر / صحيفة سبورت)

اضف رد