— فليك يضع نصب عينيه ترتيب فوضى راشفورد … المهاجم الإنجليزي تحدٍ شخصي للمدرب الكتالوني؛ مشاركتان أساسيتان في أربع مباريات وخطة لاستعادة أفضل نسخة منه.
لقد أقنعنا جميعاً تقريباً، بل وحتى أسرنا، أداء ماركوس راشفورد أمام فالنسيا , كان حاداً، جريئاً، متصلاً , بل وأكثر انضباطاً بكثير مما أظهره في المباراة الأخرى التي بدأها أساسياً في فاييكاس ضد رايو , و إذا كنا قد رأيناه أمام رايو فاييكانو تائهاً ويترك بعض الإشارات المقلقة على أنه لا يدرك كثيراً ما يجري، فإن الإحساس كان مغايراً تماماً على ملعب يوهان كرويف.
الظهور الأول في البيت، وقبل كل شيء حقيقة لعبه في الجهة اليسرى متجهاً إلى الداخل أعطت البريطاني أجنحة , فمنذ البداية أظهر حيوية وهالة لا علاقة لها بالالتزام الأخير قبل التوقف , ‘راشفورد’ يعيش منذ سنوات عدة بعيداً عن المسار التصاعدي والمستمر الذي أبان عنه في مواسمه الثلاثة أو الأربعة الأولى في النخبة , فليس سهلاً التعامل مع انفجار كذلك , صغير جداً وبأثر فوري كبير , ربما كان شبيه بما يعيشه لامين.
أَيْقُونَة مُبْكِرَة جِدّاً
سريعاً ما أصبح مرجعاً وأملاً كبيراً لإنهاء الدائرة الهزيمية المتجذّرة في مانشستر يونايتد منذ عهد فيرغسون , وعندما يتعلق الأمل بشكل فجّ بمراهق فالأمر ليس محموداً , أصبح ماركوس أيقونة في صفوف “الشياطين الحمر”. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل وصل إلى مستوى عالمي , بل إن المهاجم كان قدوة لبعض من الشبان الذين يشاركهم حالياً غرفة الملابس في برشلونة , مثل غيّي فرنانديز.
بالعودة إلى الراهن، لو كان بإمكاننا اختيار شخصية، قائداً، مدرباً لقيادة هذه “إعادة التوجيه” لمسيرة راشفورد فهو فليك , المدرب الألماني اتخذ الأمر تحدياً شخصياً , فقد منحه بالفعل دور الأساسي مرتين في أربع مباريات رسمية , وليس ذلك صدفة ولا مصادفة، بل جزء من خطة لاستعادة ثقته بنفسه، لينهل من فلسفة برشلونة، ليستوعب الآليات، وليحتك بلاعبين مثل بيدري، فيرمين، فيران أو لامين، قطع حيوية في المنظومة.
تَطَوُّر أَمَام فَالنسيا
أمام فالنسيا رأيناه أكثر انسجاماً وانطلاقاً , لم ينجح في بعض المراوغات لكنه لم يستسلم , وفي المحاولة التالية كان يتجاوز، ينطلق ويستعرض كل تلك القوة أحياناً بلا ضابط , قدّم تمريرة حاسمة بعلامته الخاصة وكانت له فرصتان جيدتان , وأحد الجوانب الأبرز أنه تواصل أيضاً مع جمهور برشلونة , الناس متحمسون وينتظرون منه الكثير.
الناس يعتقدون أنه قادر على الإضافة وأن يكون حاسماً في لحظات معينة من المباريات , من المبكر إصدار أحكام، لكن يمكننا القول، بعد ما رأيناه الأحد، إنه يتطور في الاتجاه الصحيح لرضا فليك، زملائه والكتالونيين عموماً.
تلك الفوضى الصغيرة التي تحولت إليها كل لمسة له، مع الصحف الإنجليزية التي تمزقه عند أدنى خطأ، يمكن أن تبلغ حالة من النظام , و نحن “بفليك نثق”.
(المصدر / صحيفة سبورت)