جافي أصبح جافي مرة أخرى

— جافي هو الآن جافي , عاد اللاعب الغاضب، المتمرد ، الذي لا يعرف الكلل ولا يقهر ضد أتلتيكو , هذا اللاعب القادر على توبيخ ليفاندوفسكي لعدم الضغط على الفريق

أحد الأسماء التي غابت عن الجماهير لبعض الوقت كان جافي , كان ابن بالاسيوس الذي خرج الى الملعب في 20 أكتوبر/تشرين الأول بعد غياب عن الملاعب لمدة أحد عشر شهراً تقريباً بسبب إصابة خطيرة في الرباط الصليبي في ركبته اليمنى يواجه صعوبة في العودة إلى مستواه الذي كان عليه قبل الإصابة.

في جميع المباريات التي خاضها – اثني عشر مباراة في المجموع (اثنتان أساسيتان وعشرة بديلين) – لم يتمكن من العثور على نفسه، وكان يعاني من مشاكل في التأقلم مع الفريق فضلاً عن شعوره بأنه بطل الرواية مع الكرة أو بدونها.

هانسي فليك كان يدير الدقائق، مدركًا أنه يحتاج إلى قدر معقول من الوقت لاستعادة ثقته، فكان يشارك لمدة نصف ساعة على الأكثر في كل مباراة , دون ضجة، ودون إحداث الكثير من الضوضاء، لكنه كان يستقر تدريجيًا ويستعيد الآليات المنسية. في الواقع كان من الصعب عليه أن يستعيد ثقته بنفسه

حتى جاء يوم أتليتيكو مدريد. ومنحه المدرب الألماني مكانا في التشكيلة الأساسية وأراد جافي أن يشكر هذا باستعراض للثقة، حيث قدم أفضل مباراة له منذ عودته من الإصابة، بما في ذلك تمريرة حاسمة غير إرادية إلى بيدري , وفي الميدان رأينا مرة أخرى ذلك الصبي الغاضب، سريع الغضب، المتمرد ، الذي لا يعرف الكلل ولا يمكن الوصول إليه. باختصار , جافي أصبح جافي مرة أخرى.

وأفضل من يؤكد هذا الكلام هو روبرت ليفاندوفسكي الذي شاهد كيف وبخه جافي على أرض الملعب في الدقيقة 40 من الشوط الأول لعدم الضغط على الكرة. وتعتبر هذه البادرة هي أفضل علامة على أن جافي أصبح بالفعل قريبًا جدًا من أعلى مستوياته، وهو المستوى الذي جعله رجلًا لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لتشافي هيرنانديز ولاعبًا رئيسيًا في المنتخب الإسباني.

صحيح أنه من المبكر جدًا أن نمنحه قيادة الفريق – في الوقت الحالي يتم تقاسم هذا الدور بالتساوي بين بيدري ورافينيا – لكن كل يوم يقترب جافي من أن يصبح مرة أخرى نموذجًا للتفاني والعمل والتضحية في فريق يحتاج إلى تحقيق قفزة نوعية على كافة المستويات والعودة أخيراً إلى طريق النجاح.

ومن الواضح أنه مع وجود جافي في قمة مستواه سيتعين إخراجه من التشكيلة الأساسية بالكماشة , وستكون المشكلة في قدرة فليك على إبقاء جميع لاعبي خط الوسط سعداء لأنه يبدو من الواضح أن مارك كاسادو وبيدري قد حصلوا على مكان في التشكيلة الأساسية.

اليوم هناك منافسة شرسة بين جافي وداني أولمو على مكان في التشكيلة الأساسية، مع وجود فيرمين وفرانكي دي يونغ بوضوح في الخلفية.

على أية حال، بالنظر إلى الدور نصف النهائي لكأس السوبر الإسباني أمام أتليتيك بيلباو في الثامن من يناير/كانون الثاني فإن كل شيء يشير إلى أن جافي وأولمو سيتقاسمان التشكيلة الأساسية , وستفتح إصابة لامين يامال الباب أمام تشكيلة أساسية يتواجد فيها جافي في خط الوسط، برفقة بيدري وكاسادو، بينما سيتقاسم أولمو خط الهجوم مع رافينيا وليفاندوفسكي. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يتواجد فيها جافي وأولمو في التشكيلة الأساسية , الأولى من بين الكثير…

(المصدر : صحيفة الاس)