— معركتان، لقبان… ومواجهة في ميونيخ من أجل الثلاثية تلوح في الأفق … ريال مدريد وبرشلونة سيتنافسان على كأس الملك (26 أبريل) والدوري الإسباني (10-11 مايو)، وقد يلتقيان للمرة الثالثة خلال 36 يومًا في نهائي دوري الأبطال يوم 31 مايو , برشلونة يملك الأفضلية في الليغا.
فوز برشلونة في الميتروبوليتانو ضَمِنَ إقامة الكلاسيكو الثالث هذا الموسم: سيُقام في إشبيلية، يوم 26 أبريل، وسيكون من أجل كأس الملك , وسيكون بمثابة افتتاح محتمل لثلاثية من المواجهات بين الغريمين الأبديين.
أول مواجهتين مؤكدتان، الأولى في كأس الملك كما ذُكر، والثانية في إياب الدوري والتي ستُقام في عطلة نهاية الأسبوع من 10 و11 مايو في ملعب مونتجويك. أما الثالثة فهي مجرد احتمال، لكنها ممكنة: ستكون في نهائي دوري الأبطال، يوم 31 مايو في ميونيخ.
ريال مدريد وبرشلونة يسلكان طريقين مختلفين في جدول بطولة الابطال ولا يمكن أن يلتقيا إلا في النهائي، لكن من أجل ذلك يجب على ريال مدريد تجاوز ربع النهائي أمام أرسنال ثم نصف النهائي أمام باريس سان جيرمان أو أستون فيلا، فيما يجب على برشلونة فعل الشيء ذاته أمام دورتموند في ربع النهائي ثم أمام إنتر أو بايرن في نصف النهائي.
إذا حدث ذلك، فستكون المرة الأولى التي يلتقيان فيها في نهائي دوري أبطال أوروبا , وسيكون ذلك ختامًا لثلاثية كلاسيكوهات في غضون 36 يومًا فقط لحسم لقبين (كأس الملك ودوري الأبطال) وربما أيضًا الدوري، إذ لا يفصل بين الفريقين سوى ثلاث نقاط في الترتيب، رغم أن الأفضلية لبرشلونة كونه يتقدم، وفاز كذلك 0-4 في الذهاب في البرنابيو.
الأفضلية حاليًا لبرشلونة وهي مبررة، فهو يعيش لحظة رياضية أفضل ولديه كذلك الأفضلية في المواجهات المباشرة هذا الموسم: فاز بالكلاسيكين حتى الآن بشكل واضح، كلاسيكو الدوري المذكور، ونهائي كأس السوبر الإسباني بنتيجة 2-5.
وربما يكون هذا هو الدافع الأكبر لريال مدريد، خاصة عند التفكير في نهائي كأس الملك في إشبيلية: فرصة للانتقام بعد هزيمتين ساحقتين هزتا أركان المشروع , وإذا لم تكن نتائج هذا الموسم تصب في صالح أنشيلوتي فإن التاريخ يقف إلى جانبه: ريال مدريد فاز بأربع من سبع نهائيات كأس واجه فيها برشلونة، من بينها النهائيان الأخيران، وكلاهما في فالنسيا، عامي 2010 و2014؛ في الثاني كان المدرب بالفعل هو كارلو أنشيلوتي، وهدف بيل الشهير حسم المواجهة.
ريال مدريد بلغ هذا النهائي ويدخل هذه المرحلة الختامية من الموسم مع احتمال إقامة ثلاثة كلاسيكوهات، وسط شكوك كبيرة على أرض الملعب، لكنه أيضًا يملك الدافع الذهني بعد أن تلقى تسعة أهداف من الغريم مؤخرًا.
وفي برشلونة حتى المدرب هانسي فليك المعروف دائمًا بتحفظه أبدى حماسًا غير معتاد منه في نهاية مباراة الميتروبوليتانو. عند سؤاله عن إمكانية تحقيق الثلاثية، أجاب قائلاً: “الحلم شيء جميل، مسموح لنا أن نحلم، لكن علينا أن نركز ونعمل بجد”.
وقد انضم بذلك إلى نهج عدد من لاعبيه الشباب مثل بيدري، وجافي، وفيران، ولامين يامال، الذين تحدثوا بكل أريحية عن إمكانية الفوز بكل الألقاب، بل واللعب عليها ضد ريال مدريد , وهو أمر كانت أجيال سابقة من مشجعي برشلونة تعتبره خطًا أحمرًا بل تكاد تعتبره خطيئة , غير أن هذا الجيل من اللاعبين يملك كل الأسباب للحلم، فهم لم يعرفوا طعم الخسارة منذ بداية العام وحققوا 21 مباراة متتالية بدون هزيمة.
بقيادة لامين يامال الذي يتقمص دور القائد الهجومي بكل طبيعية، وبيدري الذي يقدم أفضل موسم له على الإطلاق، أعاد برشلونة بناء نفسه من خلال أداء جماعي يقدم فيه العديد من اللاعبين أفضل نسخهم.
رافينيا لم يُرَ له موسم مثل هذا من قبل، إينيغو مارتينيز يقدم مستوى يليق بأفضل سنواته مع أتلتيك بلباو، ليفاندوفسكي حطم بالفعل رقمه التهديفي منذ انضمامه إلى برشلونة، فيران هو البديل المثالي، وحتى تشيزني الذي تم جلبه من أحد شواطئ ماربيا استقر في الفريق وحقق ثماني مباريات بشباك نظيفة.
وعلى الجانب الآخر، فإن الخبرة تصب في صالح ريال مدريد: معدل أعمار تشكيلته أعلى (27.3 عامًا مقابل 25 لبرشلونة)، والعديد من نجومه سبق لهم التتويج بدوري الأبطال مرتين خلال ثلاث سنوات , أما برشلونة المتوهج فيعتمد كثيرًا، وربما أكثر من اللازم، مع لامين يامال (17 عامًا)، وكوبارسي (18)، وجافي (20)، وبالدي (21)، وبيدري (22)…
(المصدر : صحيفة الاس)