— تشريح الكارثة الدفاعية لبرشلونة في بروج: كانت جماعية وهناك نقاش … النقد الخارجي للخط المتقدم الخطير بنسبة كبيرة، لكن الخطر الحقيقي هو أن اللاعبين ربما فقدوا الإيمان بفكرة فليك.
للمرة الأولى ربما، وجد هانزي فليك نفسه محاصرًا بالأسئلة حول جدوى الإبقاء على خط دفاعي متقدم لم يعد يوقع أحدًا تقريبًا في التسلل , وقد أوضح في بروج بعد التعثر (3-3) أنه لن يغير فلسفته “لأنني لست من هذا النوع من المدربين”
وبالتالي، التدفق المستمر للاعبي الخصم المنطلقين منفردين نحو منطقة برشلونة سيستمر , ولكن بما أن الإثارة ستستمر، يجب مراجعة ما حدث في ملعب يان برييدل لاحتمال وجود فرصة حقيقية لاستعادة القدرة على التخويف بواسطة هذا الخط المتقدم الذي كان فعالاً في الموسم الماضي، رغم أن المخاطرة كانت نفسها.
الخلاصة أن كل شيء يعتمد على التزام جماعي وزيادة في التركيز، وهو ما فُقد بسبب تراكم الخيبات , الخطر الأكبر هو أن يكون الإيمان بفكرة المدرب قد اختفى لدى اللاعبين , النقاش الخارجي يمكن تقبله. فالفوتبول يتطور، وانتقاد أسماء كبيرة سابقًا كلاعبين ولم يكونوا مؤثرين كمدربين مثل رود خوليت وهنري في التلفاز لا يجب أن يكون حاسمًا , وينطبق الشيء نفسه على التحليلات الصحفية كهذه أو آراء المشجعين , فليك يعرف أكثر ويعرف لاعبيه أفضل
لكن إذا كانت الشكوك داخلية ـ وهذا ما يبدو عليه الأمر ـ قد تكون العواقب مدمرة , طرح تغيير داخلي على فليك ليس سهلاً , وإن جاء عبر قائد من قادة غرفة الملابس (وهم قليلون)، فإن تغيير المدرب قد لا يكون إيجابيًا إذا خلق إحساسًا بفقدان السلطة.
إذا ركزنا على ما حدث في بروج فإن الأنظار عادة تتجه نحو المدافع الذي لا يخرج في الوقت المناسب ويُبقي جناحًا سريعًا مثل كارلوس فوربس، البرتغالي ذي الـ21 عامًا الذي مرّ سابقًا عبر أياكس وولفرهامبتون، والذي قدّم مباراة حياته , تم تحميل جول كوندي مسؤولية الهدف 1-0، وأليخاندرو بالدي في الهدفين 2-1 و3-2. لكن الحقيقة أن المشكلة تبدأ قبل ذلك بكثير.
المشكلة تبدأ مع وجود ماركوس راشفورد، العمودي والخطير هجوميًا لكنه سلبي دفاعيًا , مقارنة عدوانيته بما يقدمه رافينيا المصاب حاليًا تثير القلق , فعندما يذهب لاعب إلى الضغط بطاقة أقل تتوقف المنظومة كلها عن العمل بإتقان , في الهدف 1-0 لتريزولدي الإيطالي-الألماني، والذي تحول بدوره إلى نجم في يوم امتلأ بالتسهيلات، لم يضغط أحد على الظهير الأيمن الذي أرسل تمريرة العمق نحو فوربس , بالدي ترك له مساحة واسعة، مع عدم مشاركة راشفورد دفاعيًا خلف اللاعب الذي مرر الكرة , وفي الخط، أراوخو اختار لحظة الخروج بشكل خاطئ، وكوندي تردد، وحدث الهدف. وليس من الضروري تكرار مدى أهمية إينيغو مارتينيز سابقًا في قراءة التوقيت بشكل صحيح.
الهدف 2-1 لفوربس هو بالفعل انعكاس لكارثة جماعية , ارتداد ركلة ركنية نفذها لامين يامال بشكل سيئ تحول إلى هجمة مرتدة قاتلة , ومع وجود كل لاعبي برشلونة في القائم الثاني (بمن فيهم كوندي، إريك، وكوندي)، أصبحت الكرة قصيرة , كاسادو كان الأقرب للكرة المرتدة من دفاع بروج، كرة بلا صاحب وبلمسة غريبة , لاعب الارتكاز تظاهر بالذهاب إليها ثم شعر أنه بعيد عن تمركزه الدفاعي فتردد وتراجع , راشفورد قطع الكرة الثانية، لكن بلمسة بلا هدف وضعيفة، واستؤنفت الهجمة المرتدة , دي يونغ تدخل بلا قناعة ودون تواصل، إذ كان زميل آخر أكثر شراسة قادمًا من اليمين، فيرمين، لكنه كان متأخرًا أيضًا ولم يصل في التوقيت المناسب للّمس التالي من بروج , وفي النهاية، لا هذا ولا ذاك , خط آخر تم تجاوزه بلا مقاومة، مع وجود قلبي الدفاع في منطقة الخصم بعدما صعدوا لتسديد الركنية.
اليوناني خريستوس تزوليس وفوربس تبادلا الكرة بشكل مثالي بينما بالدي يشاهد , ولم يكن تشيزني في موقف جيد لأنه في بداية الهجمة كان متقدمًا جدًا، ولو كان أكثر جرأة ربما اعترض تمريرة تزوليس، لكنه خاف وتراجع نحو مرماه في أسوأ لحظة , وعندما حاول حماية المرمى لم يعد يعرف حتى إن كان متمركزًا بشكل صحيح.
وفي الهدف 3-2، ومع كامل الفضل للتمريرة الرائعة من البلجيكي الخبير هانس فاناكين خلف بالدي، بينما فوربس ينطلق من قرب منتصف ملعبه، ليس منطقيًا كذلك أن يظهر دي يونغ متفرجًا وكاسادو مترددًا , هناك لاعبون يملكون القدرة على تقديم تمريرات مذهلة في المساحات في كل فرق دوري الأبطال , و يجب مراقبة الجميع حتى لو لم يكونوا نجومًا إعلاميين.
(المصدر / صحيفة MD)
