لاعبو نادي برشلونة يصفقون لجماهير برشلونة في ملعب سانتياغو برنابيو في نهاية المباراة.

تحليل صادم يكشف عيوب برشلونة في الكلاسيكو

شارك المقال مع الأصدقاء

نقائص برشلونة المتراجع في الكلاسيكو تحت المجهر … فريق فليك، الذي عانى من الغيابات، تعثّر في الضغط، وكان ضعيفًا في الالتحامات وافتقر إلى عنصر المفاجأة، جزئيًا بسبب ضعف أداء لامين يامال.


برشلونة خاض مباراة صعبة في سانتياغو برنابيو، ظهرت فيها نقائصه الحالية إلى جانب بعض الجوانب الإيجابية التي لم تكن كافية للعودة بنتيجة من مدريد , كان ذلك مؤسفًا من وجهة نظر كتالونية إذ رغم الغيابات العديدة، خسر فريق هانزي فليك بفارق ضئيل، وامتلك حتى اللحظة الأخيرة فرصة لتعديل النتيجة، وهو ما كان سيجعل أسبوع ريال مدريد شديد التوتر لعدم قدرته على هزيمة خصم أزلي منقوص، ليضاف للجدل الذي أحدثه فينيسيوس حين استُبدل، مما وضع مدربه تشابي ألونسو في موقف حرج.

دخل برشلونة البرنابيو دون رافينيا، أولمو، ليفاندوفسكي، خوان غارسيا، غافي وكريستنسن. إضافة إلى ذلك، كان فيران وكوندي عائدين من مشاكل عضلية، ولامين يامال أظهر خلال المباراة علامات على أنه ليس في كامل لياقته , في هذا السياق عانى برشلونة من الضغط بطموح والهجوم بخطورة , وفيما يلي خلاصة ما حدث في سانتياغو برنابيو، وهي القاعدة التي يجب الانطلاق منها للتحسن.

ضغط متقدم متقطع وغير فعّال

راشفورد، فيران، لامين، فيرمين والأظهرة كان عليهم خنق أول بناء للكرة من ريال مدريد، ونجحوا في ذلك بشكل عرضي فقط , في ضغط ناجح، افتك بيدري الكرة من غولر وانتهت بهدف فيرمين , ومع ذلك في كثير من الأحيان غابت التنسيقية، وأحيانًا تُرك هويسن وأحيانًا كاريراس دون تغطية (كوندي لم يتقدّم كثيرًا لمواجهة الظهير الأيسر الأبيض)، فتمكّنوا من إخراج الكرة معتمدين على غولر الذي لم يراقبه دي يونغ بشكل كافٍ , كما أن بيدري لم يصل إلى جميع محاولات الضغط، رغم أنه قاتل بحماس أكبر.

أخطاء في البناء، هشاشة وغياب الخطورة

بدنيًا كان ريال مدريد متفوقًا على برشلونة، وهو ما ظهر في الكرات المشتركة والالتحامات , كان الأمر واضحًا حين فاز ميليتاو بسباق سرعة ضد بالدي، وكيف تفوّق فالفيردي في عدة مواجهات أمام راشفورد , لكن الأسوأ كان في لقطة الهدف الثاني (2-1) عندما تجاوزه فينيسيوس في انطلاقة، وتغلّب بيلينغهام على بالدي في قفزة، وهويسن على كوبارسي في كرة هوائية أخرى، وانتهى الأمر ببيلينغهام يُسدد دون رقابة لأن دي يونغ الذي شتته هويسن تركه دون تغطية , كما تخلّص بيلينغهام من بيدري بسهولة في لقطة الهدف الأول (1-0)، حيث مرّر بارتياح كرة في العمق لمبابي.

خروج الكرة من الخلف لدى برشلونة شابه عدة أخطاء أبرزها تلك التي نتج عنها ركلة الجزاء باليد على إريك: استلم راشفورد الكرة من بالدي وظهره للمرمى فخطفها كامافينغا ومررها إلى بيلينغهام، الذي تعرّض لعرقلة من إريك غارسيا قبل أن تصطدم الكرة بذراعه اليسرى , كما عاش بالدي لحظات صعبة، منها تمريرة قصيرة وضعيفة بالقدم اليمنى نحو العمق انتهت بفقدان الكرة.

في المرحلة الهجومية باستثناء الدقائق الأخيرة حين حاول الفريق التحرك بالمساحات، اعتمد برشلونة بشكل مفرط على الكرات للقدم واللعب الثابت , هذا النهج إلى جانب غياب المراوغة الفردية من لامين وراشفورد جعل الهجوم متوقّعًا للغاية , كما لم تُجرّب التسديدات البعيدة كثيرًا، ففيرمين هو من حاول أكثر من غيره بينما اكتفى لامين بمحاولتين من خارج المنطقة خرجتا بعيدًا , أمر لافت: راشفورد، رغم امتلاكه تسديدة قوية، لم يُهدّد كورتوا بأي كرة , فيران قاتل كمهاجم صريح لكنه لم يُوفّق في اللمسة الأخيرة، وتعرّض للكثير من التدخلات القاسية من مدافعي مدريد دون ردّ من الحكم سوتو غرادو.

لامين بعيد عن مستواه الحقيقي

من الواضح أن جزءًا كبيرًا من القوة الهجومية لبرشلونة يعتمد على سحر لامين يامال لكن في مدريد بدا اللاعب الشاب بشريًا عاديا , نادرًا ما واجه كاريراس الذي أظهر طاقة أكبر واستغلّ ذلك للتقدّم هجوميًا , بدأ لامين يُظهر منذ بداية المباراة أنه ليس في قمة حالته البدنية، ففي أول كرة طويلة خسر المواجهة وبعدها انحنى أكثر من مرة كما يفعل من يعاني من قلة الأوكسجين أو ألم في منطقة العانة , كرّر الحركة نفسها في الدقيقتين 63 و84.

دليل آخر على أنه لم يكن في كامل لياقته هو أنه لم يتراجع في عدة صعودات لكاريراس، رغم احتمال أنه فضّل البقاء للأمام تحسبًا لهجمة مرتدة , ومع فشله في التسديد (جرّب مرتين فقط، وكلتاهما خارج المرمى)، أنهى اللقاء في قلب الهجوم مظهرًا موهبته: في الدقيقة 89 مرّر كرة رائعة لكوندي إثر انطلاقة فرنسية، لكن الأخير حاول السيطرة بدل التسديد، فضاعت الفرصة الذهبية.

أفضل ما قدّمه برشلونة… قليل ومتأخر

استحوذ فريق هانسي فليك على الكرة كثيرًا في الكلاسيكو لكنه قدّم أداءً متوقّعًا بلا أنياب هجومية , فقط فيرمين وراشفورد اخترقا دفاع مدريد في مناسبات محدودة , بيدري كان مراقَبًا، لامين لم يهاجم، وفيران لم تصله كرات مريحة، فسدّد مرتين فقط على مرمى كورتوا. أفضل لقطة في الشوط الأول كانت هدف فيرمين بعد افتكاك بيدري للكرة وتحويلها سريعًا إلى فرصة واضحة لم يُضِعها اللاعب الأندلسي , بعدها بقليل، كاد فيرمين يُسجل ثانيةً برأسية أنقذها هويسن من على الخط.

مع غياب العمق على الأطراف لم يُجرّب برشلونة التسديد البعيد. الغريب أن راشفورد، رغم امتلاكه تسديدة صاروخية، لم يُحاول، وكذلك بيدري ودي يونغ , وحدهم المدافعون كوبارسي، إريك وأراوخو تجرّؤوا على المحاولة، دون نجاح.

أفضل لحظات برشلونة جاءت في الدقائق الأخيرة، ابتداءً من الدقيقة 89، حين بدأ يبحث عن العمق بتمريرات في المساحات , فعلها لامين مع كوندي لكن الأخير تسرّع أمام كورتوا , جرّب كاسادو التمرير نحو أراوخو، فتعرّض الأخير لدفع واضح من كارفاخال داخل المنطقة، ركلة جزاء صريحة لم يُرِد الـVAR التدخّل بشأنها رغم احتجاجات رونالد , أما روني فقد وجد كاسادو بتمريرة رائعة داخل المنطقة فسدد الأخير لكن الكرة تحوّلت إلى ركنية بعد ارتطامها بتشواميني , كانت محاولات واعدة، لكنها جاءت متأخرة جدًا. غياب رافينيا وليفاندوفسكي كان مؤلمًا، وزاد الأمر سوءًا أن لامين لم يكن في مستواه المعتاد.

(المصدر : صحيفة MD)

شارك المقال مع الأصدقاء