إيناكي بينيا

بينيا وقرار الخروج من نفق برشلونة

شارك المقال مع الأصدقاء

إيناكي بينيا يمرّ بوقت عصيب … حارس المرمى يمرّ بلحظة صعبة على الصعيدين الشخصي والمهني ويسعى لتغيير الوضع

كانت إصابة تير شتيغن خبراً سيئاً جداً بالنسبة لبرشلونة لكنها بدت وكأنها تفتح الأبواب على مصراعيها أمام لاعب الأكاديمية، الذي اغتنم بفرح الفرصة التي كان ينتظرها طوال حياته، والتي كان يستعد لها في صمت.

حتى أن فليك قال: “إيناكي بينيا هو حارسنا الأول”، رغم أن تشيزني كان يتدرب بالفعل في المدينة الرياضية , لكن كل شيء تغيّر، ومن يوم إلى آخر عاد الأليكانتي ليكون الحارس الثاني من جديد.

آخر دقائق لعبها إيناكي بينيا تحت الخشبات الثلاث كانت في 18 يناير، أمام خيتافي , ومنذ ذلك الحين لم يلعب مجدداً , ولا حتى دقيقة واحدة. فليك أكّد قبل مواجهة فياريال أنه تحدث مع لاعبيه حول إمكانية إشراك تشكيلة من لاعبي الأكاديمية، لكن في النهاية لعب تير شتيغن، إلى جانب ليفاندوفسكي ورافينيا، وغيرهم , لم يتبقَ سوى مباراة واحدة لإنهاء الموسم، في بلباو، لكن لا يبدو مرجحاً أن المدرب الألماني سيعتمد على إيناكي بينيا.

على أي حال بدأ كل شيء ينهار هذا الموسم عندما استغلّ المدرب تأخر الحارس الطفيف في الاجتماع الذي سبق نصف نهائي كأس السوبر الإسباني، ليقرر الاعتماد بشكل نهائي على تيك (تشيزني) , كانت تلك ضربة قاسية لإيناكي بينيا، لكن الأسوأ كان لا يزال قادماً.

أصبحت العلاقة مع مدربه متوترة منذ ذلك الحين، لأن إيناكي بينيا حاول الحصول على تفسيرات من هانسي، لكن الجواب الوحيد الذي تلقاه كان: “تشيزني هو الآن الحارس الأول”.

لم يكن أمامه خيار سوى تقبّل الواقع والذي يتمثل في ضرورة تغيير الأجواء , لديه عقد حتى 30 يونيو 2026، وكل المؤشرات تدل على خروجه، رغم أن الأمور ليست سهلة , من الطبيعي أن لا يضع برشلونة عراقيل أمام رحيله، ويتعيّن عليه رغم تبقّي عام على عقده تسهيل نواياه , راتبه يزيد قليلاً عن مليوني يورو، لذا فإن خروجه سيسمح للنادي بتخفيف كتلته الرواتبية، وسيكون هذا هو المكسب الوحيد تقريباً إذ من شبه المستحيل (إن لم يكن مستبعداً تماماً) أن يحصل على مقابل انتقال.

عدة أندية استفسرت عنه، لكن راتبه المرتفع كان عقبة أمام كثير منها , الصيف طويل، ووكيله يتحرك لإيجاد مخرج يسمح للحارس بإعادة إطلاق مسيرته , هذا ما يحاول اللاعب تحقيقه، والذي مرّ في الأشهر الأخيرة بفترة صعبة جداً. مهنياً، ولكن أيضاً شخصياً , وفاة والده بعد مرض طويل تزامنت خلال فترة قصيرة مع ولادة طفله الأول , كانت أفعوانية من المشاعر، ويؤكد من يعرفونه جيداً أنها تركت أثراً عميقاً فيه.

تغيير في التمثيل
ولهذا قرر أن يغيّر مسار مسيرته وترك وكيله السابق خافي غاريدو، ليتعاقد مع مكتب أرتورو كاناليس، AC Talent , وتضم شركة كاناليس في صفوفها أندريس بالوب، الحارس السابق لفالنسيا وفياريال والذي قضى معظم مسيرته في إشبيلية. وهو من يقدم له المشورة حالياً ويقف إلى جانبه لاستعادته نفسياً.

يريد إيناكي بينيا إيجاد فريق يتمكن فيه من إثبات أنه جاهز ليكون أساسياً على أعلى مستوى , هذا ما يعمل عليه وكيله الجديد، الذي في الوقت الحالي يجري فقط اتصالات أولية مع بعض الأندية , تم الحديث عن فالنسيا، وأيضاً عن سيلتا، لكن عدد الأندية في الليغا القادرة على تحمّل راتبه قليل. الراتب هو العقبة الدائمة، لذا سيكون من الضروري إيجاد حل، سواء بتخفيض مستحقاته، أو عبر إمكانية إعارة من برشلونة حتى نهاية عقده.

ليست لحظات سهلة للاعب الأكاديمية لكنه مستعد للخروج من النفق الذي وجد نفسه فيه هذا الموسم , كرة القدم الاحترافية تحمل أشياء جميلة جداً، لكنها أيضاً قاسية في لحظات مثل التي عاشها مؤخراً , ولهذا اتخذ قرار تغيير البيئة , لم يكن الأمر شخصياً، بل رغبة في إعادة التجديد .

شارك إيناكي بينيا في الاحتفالات بعد الفوز بالدوري والكأس وكأس السوبر، لكنه لم يكن أسعد شخص في الفريق. يحاول شيئاً فشيئاً استعادة ابتسامته بمساعدة شريكته وطفله , سنرى ما سيحدث في بلباو لكن ربما يكون سان ماميس هو الفرصة الأخيرة للأليكانتي لارتداء قميص برشلونة.

(المصدر : صحيفة سبورت)


شارك المقال مع الأصدقاء