برشلونة يفقد فرصة الضغط.. ودياز يختار الأناقة دائماً

— لويس دياز كان دائمًا متحفظًا جدًا عند تغيير النادي … انتقالات الكولومبي من جونيور إلى بورتو، ومن بورتو إلى ليفربول، جاءت بسلاسة كبيرة، دون الحاجة إلى ضغط كان برشلونة ليرحب به لو حدث.

سواء كان الأمر مقبولًا أكثر أو أقل، فمن الشائع جدًا في عالم كرة القدم الاحترافية أن يتطلب التعاقد مع لاعب معين نوعًا من الضغط يمارسه اللاعب على ناديه الأصلي كجزء مهم من عملية التفاوض لتسهيل رحيله.

وكما أشار فرناندو بولو في صحيفة MD، فإن برشلونة افتقد إلى موقف أكثر فاعلية من طرف لويس دياز لتليين موقف ليفربول وتهيئة مناخ مناسب لإتمام الصفقة , اللاعب الدولي الكولومبي البالغ من العمر 28 عامًا والذي عبّر بين الحين والآخر عن إعجابه ببرشلونة، كان مخلصًا لسيرته الذاتية كلما غيّر نادٍ، إذ كان دائمًا هادئًا، متحفظًا وأنيقًا في التعامل مع أنديته, حتى إنه يمكن القول إن انتقالاته تمت بسلاسة وكأنها حدثت تلقائيًا لأن الأندية المعنية كانت موافقة تمامًا.

وبخصوص اهتمام برشلونة لم يتطرق دياز للموضوع إلا بشكل مقتضب في الخامس من يونيو الماضي، قبل مباراة بين كولومبيا وبيرو، حين قال إنه “على تواصل مع ليفربول واتحدث مع أندية أخرى وانظر في الأفضل لي”.

سواء في انتقاله من جونيور دي بارانكيا إلى بورتو سنة 2017، أو من بورتو إلى ليفربول في 2022، لم يكن لويس دياز يومًا مثيرًا للجدل خارج الملعب، على خلاف طبيعته القتالية داخله.

في عام 2017 قبل نادي جونيور عرضًا بقيمة 7 ملايين يورو من بورتو، الذي لطالما كان يقظًا وذو بصيرة في السوق الجنوب أمريكية، وذلك من أجل جناح سريع كان عمره آنذاك 21 سنة.

وقتها، لم ينتظر لويس دياز الإعلان الرسمي للصفقة ليودع جونيور بلطف ولباقة: “أنا ممتن جدًا لجونيور، أحمله في قلبي. أعلم أنهم يحبونني كثيرًا ويقدّرونني. أعلم بوجود عرضين، من روسيا والبرتغال، لكنني مرتاح , إنهما ناديان كبيران، وسأكون ممتنًا أينما ذهبت , من المرجح أنني لن أستمر مع جونيور، لكنني سأظل ممتنًا لهذه المؤسسة، التي أعتبرها أفضل نادٍ في كولومبيا.”

وبعد سنوات، في يناير 2022، خلال سوق الانتقالات الشتوية قبل بورتو عرضًا بقيمة 53 مليون يورو من ليفربول لنقل دياز إلى ملعب أنفيلد , وقد أبدى دياز حرصًا خاصًا في وداع نادي “التنانين” الذي فاز معه بالدوري والكأس وكأس السوبر في البرتغال، ووجه رسالة مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “إف سي بورتو، أنت خالد بالنسبة لي , أشكر الله لأنه قادني إلى نادٍ أصبح بيتي وبيت عائلتي. شكرًا إف سي بورتو لأنني أحمل معي أجمل الذكريات من ملعب ممتلئ… الضوضاء، المشاعر، الحب والدعم غير المشروط، كلها مشاعر فريدة سأظل أتذكرها دائمًا! شكرًا للرئيس على ثقته بي , شكرًا للمدرب على كل ما تعلمته منه , شكرًا لزملائي لأنك لا تستطيع الفوز في كرة القدم بمفردك. شكرًا للجماهير التي ساندتني دائمًا. وشكرًا لمدينة بورتو لأنها استقبلتني واستقبلت أعز ما أملك، ابنتي روما، التي ستظل هذه المدينة بيتًا لعائلتي , شكرًا لزوجتي، ووالديّ، وعائلتي الذين كانوا الدعامة التي ساندتني خلال هذه السنوات، ولطاقمي ولكل من آمن بي. شكرًا. أشعر أنني أحد أبناء بورتو وسأحملكم في قلبي الأزرق والأبيض.”

لويس دياز، المحارب على أرضية الميدان كان دائمًا في مسيرته رجلًا وفيًا للنادي الذي يمثله في كل لحظة , والواقع أن تغيير قميصه، الذي جعله لاعبًا مشهورًا عالميًا، حدث بطريقة تبدو تلقائية تقريبًا , والطريف أن دياز كان يمكن أن يصبح بلاوغرانا في الماضي: ففي عام 2018 كان ليفانتي قريبًا من التعاقد معه مقابل 4 ملايين يورو لنقله إلى فالنسيا.

(المصدر : صحيفة MD)