— عصر بيدري حتى آخر قطرة … خاض 63 مباراة رسمية هذا الموسم , وقد ينهي الموسم بـ69 مباراة مقتربًا من الرقم الشهير 75 في موسم 2020-2021. لم يتغيب سوى عن مباراة واحدة ولعب حتى الآن 4,660 دقيقة.
بيدري سيتمكن من النهوض وخوض المباراة رقم 64 له هذا الموسم ضد ريال مدريد، وهو رقم لا يمكنه الارتفاع إلا إلى 69 (الجولات الثلاث المتبقية من الدوري، ومباراتا المنتخب في نصف نهائي ونهائي دوري الأمم الأوروبية).
هذا الرقم يعيدنا حتمًا إلى موسم 2020-2021، عندما خاض 73 مباراة، بالإضافة إلى مباراتين إضافيتين بعد عودته من أولمبياد طوكيو، واللتين تنتميان بالفعل إلى موسم 2021-2022.
ذلك الجهد الزائد كان له تبعات على اللاعب حيث لاحقته الإصابات لثلاثة مواسم، حتى وجد في النهاية الوصفة المناسبة , وبفضل تغييرات برشلونة في الإعداد البدني والدراسة التي أُجريت لألياف عضلاته في بالتيمور تمكن من تجاوز مشاكله البدنية ليصل إلى هذا الموسم المذهل، حيث أبهر الجميع لدرجة إدراجه ضمن قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية.
وكما هو الحال في معظم قراراته، أحسن فليك إدارة وضع بيدري بمهارة , لم تكن فلسفته أن يمنحه الراحة، بل العكس تمامًا , قال الألماني في مؤتمر صحفي قبل أشهر: “اللعب مفيد له” , آلية جسده تستجيب بشكل أفضل بهذه الطريقة، ويكفي النظر إلى أدائه. ومع ذلك وصل بيدري إلى الحد الأقصى في نهاية الموسم.
بلغ عدد دقائقه 4,660 دقيقة، ويبدو من المؤكد أنه سيتجاوز حاجز الـ5,000 دقيقة , وقد اضطر فليك إلى مراقبة حالته الصحية في لحظات حاسمة، والتي لولا الإرهاق لما غاب عنها إطلاقًا , في نهائي الكأس أمام مدريد في “لا كارتوخا”، تم استبداله في الدقيقة 98. وفي ميلانو، صمد حتى نهاية الشوط الإضافي الأول. وفي إحدى اللقطات قبل نهاية ذلك الشوط، حين مرر له فيرمين كرة مثالية، أدرك بيدري أنه لم يعد يستطيع الاستمرار.
حتى تلك اللحظة، وكما في بقية الموسم، قدّم بيدري درسًا كرويًا رائعًا , وحدها انطلاقة لامين يمكنها أن تخطف منه الأضواء، خاصة بعد تألقه في ثمن النهائي أمام بنفيكا , وبعيدًا عن دفعات أتشيربي المؤسفة التي سُمح بها كما سُمح بغيرها من قبل مارشينياك، سيظل بيدري يتذكر تلك اللحظة في الدقيقة 92 حين أشار إلى لامين ليمرر له الكرة ويبدأان تبادل التمريرات للحفاظ على الاستحواذ، لكن “رقم 19” قرر الاستمرار واخترع تسديدة اصطدمت بالقائم , و بعد لحظات فقط، سجّل أتشيربي هدف التعادل 3-3…
بيدري كما هو حال برشلونة، عليه أن ينهض مجددًا ويحاول حسم الليغا في كلاسيكو يشكل تحديًا هائلًا للكتلان، الذين فازوا بثلاث مواجهات متتالية ضد الريال في نفس الموسم، وهو أمر نادر.
لبيدري ذكرى جميلة قريبة من الكلاسيكو : في “لا كارتوخا” سجّل هدفًا رائعًا بدأه بتمريرة طويلة إلى لامين، واختتمه بتسديدة إلى الزاوية العليا للمرمى , سنرى كيف ستستجيب ساقاه في المباراة رقم 64 هذا الموسم، حين لم يبقَ في الجسد طاقة حتى للتنفس.
(المصدر : صحيفة الاس)
