— لامين يامال، تجديد رخيص … سيوقّع لاعب روكافوندا عقداً جديداً عندما يبلغ، في الثالث عشر من يوليو المقبل، 18 عاماً.
كل الأمور تسير في الاتجاه الصحيح ليوقّع برشلونة ولامين يامال في شهر يوليو المقبل عقداً جديداً يضع لاعب الأكاديمية في المستوى الاقتصادي الذي يستحقه بفضل مستواه الكروي وتأثيره على الفريق
. هناك قناعة تامة بأنه، بعيداً عن الخلافات المنطقية أثناء التفاوض على اتفاق مهم مثل هذا، وهو اتفاق هيكلي بالنسبة للنادي، سينتهي كل شيء بشكل جيد , اللاعب نفسه كان حاسماً في بداية شهر يناير حين قال: “سأجدد عقدي مع برشلونة”. لا يوجد خطة بديلة، لأن لا أحد فكّر حتى في ذلك.
ولإزالة أي شكوك بشأن قدرة النادي المالية على الاحتفاظ بلاعب روكافوندا، فإن التغيير القانوني الذي قدمته رابطة الليغا في 22 أبريل الماضي يسهل الأمور , إذ أدخلت الرابطة بنداً رئيسياً يسمح للأندية بتجديد عقود لاعبين دون 24 سنة حتى لو لم يكن لديها هامش في سقف الرواتب , و الشرط الوحيد هو أن يكون اللاعب متعاقداً بشكل كامل مع النادي نفسه طيلة المواسم الثلاثة السابقة و متتالية , لامين يستوفي كل الشروط , وبعد ذلك، يجب على برشلونة موازنة أي تجاوز محتمل في سقف الرواتب خلال الموسم كما تنص عليه القاعدة أيضاً.
اللاعب حالياً ينتهي عقده في 2026 والنية هي توقيع عقد جديد لخمس سنوات، حتى 30 يونيو 2030. من حيث الراتب سيصنَّف اللاعب قليلاً تحت الفئة الأعلى، في السلم الأول، على الرغم من وجود بعض الخلافات في هذا الجانب، لأن محيط اللاعب يعتبر أنه نظراً لأهميته في الفريق، يجب أن يكون، على الأقل، في نفس المستوى , برشلونة سيفهم في النهاية، حتى من منظور الصورة العامة، أن الأمر يجب أن يكون كذلك , و إذا كان لامين يامال هو حجر الأساس في المشروع، فيجب أن يكون التعامل معه على نفس المستوى.
في الواقع، تجديد عقد لامين يامال، رغم صغر سنه، هو بمثابة ذهب خالص لبرشلونة، لأن لامين، مثل برشلونة، هو آلة لصنع المال من الناحية التجارية والإعلانية , إنه، بطبيعة الحال، اللاعب الذي يبيع أكبر عدد من القمصان باسمه، وتنهال عليه العروض من شركات عدة ليكون وجهها الإعلامي. وهناك عامل آخر يُؤخذ بعين الاعتبار ويجب أن يكون كذلك: لا يوجد في السوق لاعب مثله، وأي لاعب يمكن أن يقترب من مستواه سيُكلّف خزينة النادي الكتالوني استثماراً مستحيلاً.
الصفقات مكلفة جداً
هناك العديد من الأمثلة على صفقات لاعبين شبان كلفوا ثروة ولم يكونوا في مستوى التوقعات مقارنة بما دُفع من أجلهم , على سبيل المثال، مبابي وقّع مع باريس سان جيرمان قادماً من موناكو عندما كان عمره 18 عاماً (وأبقوه معاراً في الإمارة سنة واحدة)، ودفع النادي الباريسي 140 مليون يورو زائد المكافآت من أجل المهاجم , مستواه في “حديقة الأمراء” كان جيداً على المستوى المحلي، لكنه لم يفز بدوري الأبطال قط.
جواو فيليكس، أيضاً، كان تحت 19 سنة حين غادر بنفيكا إلى أتلتيكو مدريد، الذي اضطر إلى دفع قرابة 130 مليون يورو. ولم ينجح أبداً كلاعب “روخيبلانكو” , وهناك حالات أخرى: دي ليخت، مدافع أياكس، انتقل إلى يوفنتوس مقابل أكثر من 85 مليون يورو، بينما دفع باريس سان جيرمان 50 مليوناً من أجل دوي الصيف الماضي.
ريال مدريد خبير في هذا النوع من الاستثمارات، مع فينيسيوس، رودريغو وإندريك في الصدارة , جميعهم كانوا تحت 19 سنة عندما وصلوا إلى البيرنابيو، وبلغ مجموع استثمارهم معاً 137.5 مليون يورو. هذه أرقام ضخمة مقابل لاعبين يملكون آفاقاً مستقبلية كبيرة، وفي العديد من الحالات تتحقق تلك الآفاق.
برشلونة، في المقابل، لا يحتاج إلى اللجوء إلى السوق من أجل العثور على أحد هؤلاء اللاعبين الذين يصنعون الفارق، لأنه ساهم في تطويره منذ القاعدة الكروية، ويستمتع به الآن في الفريق الأول. تجديد عقده، رغم أنه من غير المناسب فقدان البوصلة فيه ، سيكون رخيصاً من جميع النواحي.
(المصدر : صحيفة سبورت)