برشلونة ليس مصنوعًا للجميع 1

برشلونة ليس مصنوعًا للجميع

إن بيئة النادي وخصوصياته تعني أن العديد من المدربين يشعرون بالذهول من حجم وسرعة هذا النادي والذي يسمى نادي برشلونة , و المدرب الذي قضى أكبر عدد من المواسم في هذا القرن هو ريكارد (5)، خلف كرويف (8) قبل 30 عامًا.


عندما نقول أن برشلونة هو أحد أكثر الأندية تطلبًا في العالم – إن لم يكن الأكثر تطلبًا – فإننا نشير إلى أسباب مثل تلك التي سنشرحها أدناه , الضجيج الذي يحدث حول هذا الكيان لا يمكن مقارنته بضجيج أي نادٍ آخر في الدوري الإسباني وجميع القرارات الرياضية سواء للأفضل أو للأسوأ و تقع دائمًا على عاتق المدرب.

ولهذا السبب فإن إحدى التوصيات عند تعيين فني جديد هي أن يعرف “المنزل” وخصائصه لتجنب حالات مثل حالات تاتا مارتينو أو كيكي سيتين الذين غمرتهم ضخامة وسرعة هذا النادي المسمى برشلونة.

مقاعد البدلاء في البلوغرانا هي واحدة من أكثر المقاعد التي تحترق , إن الحاجة الملحة لبرشلونة للفوز بالألقاب والقيام بذلك من خلال كرة القدم الجذابة للمشاهد لا يمكن تحملها لأي إنسان , في بعض الأحيان،قد يكون تولي المنصب أمرًا مزعجًا ولا يمكن إلا للحب العميق لهذا النادي أن يستمر في كونه أحد القوى الدافعة لمواصلة التدريب يومًا بعد يوم.

ويجب أن نضيف إلى ذلك مستوى أعلى من الصعوبة كما لو كانت لعبة فيديو عندما يمر الكيان بأزمة مالية عميقة، مع ديون بملايين الدولارات منذ سنوات، مما يضطره إلى تقديم أداء جيد وسريع و عكس هذا الوضع في أسرع وقت ممكن. انها المدينة الفاضلة، واو.

موكب من التسريح المبكر
هذا هو الضغط الذي يتعرض له مدرب برشلونة بسبب “البيئة” الشهيرة، حيث ينتهي الأمر بالكثيرين بمغادرة النادي دون فهم ما هو الأمر , بدون ألم أو مجد. ويشعر آخرون بالإحباط الشديد لعدم تمكنهم من الاستفادة من فرصة العمر , لكن برشلونة ليس مصنوعًا للجميع.

في السنوات الأربع الماضية أقال برشلونة أربعة مدربين: إرنستو فالفيردي، وكيكي سيتين، ورونالد كومان، والآن تشافي هيرنانديز , ولم يصل أي منهم حتى إلى ثلاثة مواسم في منصبه , و هو الوقت الذي يمكن أن نعتبره صالحًا وحكيمًا حتى نتمكن من المضي قدمًا وبناء المشروع , و إذا لم ينجح الأمر الى سلة المهملات ودع آخر يأتي.

لوضع سياق ما نوضحه: سيختتم تشافي مسيرته كمدرب لبرشلونة بـ 143 مباراة , وهو الرقم الذي سيجعله المدرب العاشر الذي درب أكبر عدد من المباريات في تاريخ النادي , أي العاشر في تاريخ برشلونة درب لموسمين ونصف فقط!

وقبل ذلك وبالترتيب نجد المدربين التاليين:

يوهان كرويف (1988-96) 8 مواسم و430 مباراة
فرانك ريكارد (2003-2008) 5 مواسم و243 مباراة
بيب غوارديولا (2008-12) 4 مواسم و247 مباراة
لويس فان غال (1997-00 / 2002-03) 3.5 مواسم و200 مباراة
لويس إنريكي (2014–17) 3 مواسم و181 مباراة
رينوس ميشيلز (1971-1975) 4 مواسم و169 مباراة
تيري فينابلز (1984–87) 3 مواسم و169 مباراة
فرديناند دوسيك (1950–54) 4 مواسم و150 مباراة
إرنستو فالفيردي (2017-20) 2.5 موسم و145 مباراة

لم يكن هناك سوى مدرب واحد جلس على مقاعد البدلاء في الكامب نو لأكثر من خمس سنوات , ويا له من مدرب: يوهان كرويف الذي وضع الأسس المعمارية للبارسا التي نعرفها اليوم , كانت تلك أوقات مختلفة، و في هذا القرن فقط فرانك ريكارد تمكن من إدارة نفس الفريق لمدة خمسة مواسم و لم يسمحوا حتى لغوارديولا بالبقاء لفترة أطول.

(المصدر : صحيفة سبورت)