— هانسي، خوان ، برشلونة: بورتريه المدرب الذي أسر قلوب الجميع … المدرب، العاشق للمدينة، للنادي ولرئيسه
إن الحب للنادي وللمدينة الذي عبّر عنه هانسي فليك في أكثر من مناسبة يمكن لمسه بوضوح في تفاصيل حياته اليومية , فقد اختار المدرب العيش داخل المدينة وليس في ضواحيها أو في بلدات قريبة كما فعل بعض لاعبيه , يعيش فليك في المنطقة العليا من المدينة في جزء قريب نسبيًا من المركز، بحي سانت غيرفاسي–غالفاني، وهو وزوجته يعيشان حياة الحي بشكل كامل، حيث يرتادان المتاجر والمطاعم المحلية القريبة من منزلهما وقد اندمجا بشكل طبيعي تمامًا.
هناك ينعم بالخصوصية والهدوء اللذين يمنحهما له مشجعون يحترمون حياته الشخصية، جزئيا لأن كل من يرغب في صورة أو توقيع من هانسي فليك يعلم أنه يكفي التوجه إلى مدينة جوان غامبر الرياضية في يوم تدريبي , إنها عادة أخرى من عادات فليك لم تُشاهد من قبل لدى أي مدرب آخر , فالمدرب، الذي يفضّل في التعامل القريب أن يُنادى باسمه الأول هانسي، دون “ميستر” أو “كوتش” أو “السيد فليك”، يتوقف بسيارته عند مدخل موقف سيارات مدينة جوان غامبر الرياضية كلما رأى مشجعين ينتظرونه , يتوقف، يترجل من السيارة، ويتوجه إليهم، طالبًا دائمًا النظام والهدوء، لالتقاط الصور مع من يطلب ذلك.
بل ويحمل معه بطاقات شخصية موقعة باسمه لتوزيعها على الحاضرين. وفي هذه المرحلة، يمكن القول إنه لا يوجد من يريد صورة مع فليك ولم يحصل عليها.
دقيق في التفاصيل وقريب من خاصته
لكن طبيعته الخاصة لا تتوقف عند هذا الحد , فليك الذي بدا متأثرًا بشكل واضح على دكة البدلاء بعد الفوز على ألافيس بسبب طرد عضوين من طاقمه الفني ظلمًا احتجاجًا، في مشهد آخر يعكس شخصيته القريبة والإنسانية، هو رجل لا تفوته أي تفصيلة , و آخر هذه اللفتات شاهدناها قبل أيام قليلة فقط. يوم السبت الماضي وبمناسبة آخر مؤتمر صحفي قبل نهاية العام، كان هو من طلب من النادي تنظيم نخب ميلادي مع الصحفيين الحاضرين في قاعة المؤتمرات. وبعد انتهاء المؤتمر الرسمي، قاد هانسي هذا النخب في أجواء من الخصوصية التامة بين المدرب والصحفيين، حيث تمنى لهم أعيادًا سعيدة ونقل لهم الاحترام الذي يكنه لمهنتهم ولعملهم.
تفاصيل تتوالى واحدة تلو الأخرى، لا تؤكد إلا أننا أمام شخصية استثنائية بطبيعة فريدة وقيم يُحسد عليها، استطاع أن يكسب قلوب من حوله وقلب خوان لابورتا الذي عبّر له أيضًا مؤخرًا عن علاقة تكاد تكون غير قابلة للانفصال، بعدما أوضح بجلاء أن “الرئيس هو سبب وجودي هنا”. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يعلن فيها هانسي امتنانه للرئيس على منحه الثقة لقيادة دكة بدلاء نادي برشلونة، وهو امتنان يشمل ديكو وكل فريقه , “طاقمي يشعر يومًا بعد يوم بمودة النادي وثقته”، هكذا أوضح فليك، الذي، وإن لم يصرّح بذلك بشكل مباشر وحاسم، سيكون من الصعب أن يجدّد عقده مع نادي برشلونة إذا لم يستمر الرئيس، “رئيسه”، في منصبه بعد الانتخابات المقبلة.
كل شيء بدأ بتلك الرسالة المكتوبة بالألمانية التي سلّمها لابورتا له خلال عشاء، قبل توقيع عقده كمدرب لنادي برشلونة. في تلك الرسالة، نقل الرئيس له مزايا المكان الذي كان على وشك القدوم إليه، وبعد قراءة تلك السطور، حسم فليك أمره: “جعلني أشعر منذ اللحظة الأولى بأنه نادٍ مذهل وعظيم جدًا”، هكذا اعترف المدرب نفسه. لابورتا راهن عليه، والآن هو يراهن على لابورتا.
(المصدر : صحيفة MD)
شبكة نادي برشلونة الإخبارية تابع كل أخبار نادي برشلونة اليوم: مباريات برشلونة، نتائج، انتقالات، نجوم برشلونة، تحليلات الفريق، وكل جديد عن برشلونة أولًا بأول باللغة العربية