التهديد القادم من ميلانو لـ برشلونة

— لاوتارو يوجه أنظاره نحو برشلونة …. ال تورو يظهر كقائد روحي لإنتر ميلان المتجه نحو التتويج بالثلاثية

في فريق تبرز فيه الجماعية فوق الفردية، يصر لاوتارو مارتينيز على التألق أسبوعًا بعد أسبوع ليكون أكثر إشراقًا من باقي زملائه.

دقته في التسديد، التي عادة ما تكون دقيقة بشكل لا مثيل له في أوروبا، كانت أكثر دقة من أي وقت مضى في دوري أبطال أوروبا؛ حيث تولى هو بنفسه مهمة إنهاء آمال بايرن ميونيخ بتسديدة جديدة من مسدسه , و كان ذلك الهدف هو الثامن له في هذه النسخة من دوري الأبطال، وهو رقم قياسي شخصي له.

بعد اجتياز عقبة النادي البافاري ينتظره في نصف النهائي برشلونة، حيث ستكون بطاقة الوصول إلى النهائي في 31 مايو في ميونيخ على المحك , إذا أراد النادي الكتالوني العودة إلى آخر مراحل المنافسة الأوروبية يجب أن يولي اهتمامًا خاصًا للحد من خطورة لاعبي النيراتزوري، خاصة تلك التي يشكلها لاوتارو مارتينيز الذي يتجه نحو الفوز باللقب الأوروبي… والثلاثية.

الربع النهائي أمام بايرن ميونيخ كان مرحلة لا تُنسى بالنسبة إلى لاوتارو مارتينيز.

لقد صنع الأرجنتيني التاريخ من خلال الأهداف؛ في سبع مباريات فقط كأساسي في هذه النسخة من البطولة الأوروبية نجح ال ثورو في تسجيل ثمانية أهداف من تسديداته نحو مرمى الخصوم , حالته الفنية الآن ممتازة، إذ دخل إلى سجل تاريخ إنتر كأول لاعب في تاريخ النيراتزوري يسجل في خمس مباريات متتالية في دوري الأبطال. والأكثر من ذلك أصبح أول لاعب غير إيطالي يصل إلى 150 هدفًا مع النيراتزوري.

مهاجم أكثر من مجرد أهداف

الأرقام جزء لا يمكن تجاهله في هذه اللعبة، لكن حصر لاوتارو مارتينيز بها سيكون ظلمًا كبيرًا لهذا المهاجم , فقد قدم الأرجنتيني الكثير من الحلول لفريقه الذي كان يركز بشكل كبير على الجوانب الدفاعية لدرجة أنه لم يستطع مرافقة ال ثورو في الهجوم , وكانت شراكته مع ثورام مصدر صداع دفاعي لبايرن الذي كان يعاني بشكل كبير كلما اقترب المهاجمان من مرمى أربيج.

العمل الذي قام به الأرجنتيني لا يمكن إنكاره؛ فقد فاز في أحد عشر من أصل ثلاثة عشر صراعًا على الكرة، اثنين من الأربعة في الكرات الهوائية، وبذل جهدًا كبيرًا ليتمكن فريقه من التنفس في الهجوم كلما خرج بايرن للهجوم , هناك شيء مميز في علاقة لاوتارو بقميص إنتر، وارتباطه بالجماهير بات أكثر توافقًا من أي وقت مضى. النتيجة كانت مزيجًا مثاليًا يشير مباشرة إلى اللقب الأوروبي… وكذلك إلى الثلاثية.

إذا كان يريد إنهاء موسم تاريخي، يجب عليه تجاوز العقبة الصعبة أمام برشلونة في نصف النهائي.

لم يكن يوم برشلونة الأفضل في دورتموند في إياب ربع النهائي، رغم أنهم حافظوا على التفوق الذي تحقق في مباراة الذهاب للتأهل إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ ستة مواسم , ستكون مباراة مثيرة؛ فقد سعى برشلونة وراء لاوتارو في العديد من المناسبات لكن النادي الكتالوني لم يتمكن أبدًا من إغلاق الصفقة رغم العديد من المحاولات. التقى لاوتارو مع النادي الكتالوني سبع مرات، وتمكن من التسجيل في مناسبتين (في دور المجموعات 2019-20 و2022-23).

إذا تمكن الثور من تحقيق الثلاثية في نهاية الموسم، سيكون من المهم عدم استبعاد لاوتارو مارتينيز من حسابات الكرة الذهبية.

من الصحيح أن لاعبين مثل لامين يامال، رافينيا أو حتى صلاح لديهم الأفضلية، لكن الأرجنتيني أثبت أنه يمكنه الدخول في نقاش أفضل لاعبي العالم دون أدنى عناء. فهو يملك من الموهبة ما يكفي لذلك.

“سنتذكر هذا لفترة طويلة”، قال لاوتارو بعد المباراة. “لأن إنتر يملك قلبًا كبيرًا. إنتر لا يموت، إنتر لديه الشخصية، القلب، والعقل. إنتر مهيأ لأشياء عظيمة”. كانت هذه صرخة حرب تشير إلى نصف نهائي دوري الأبطال، التهديد الكبير لبرشلونة في طريقه نحو اللقب السادس.

(المصدر : صحيفة سبورت)