— مفاتيح “أسلوب تياغو”: لماذا أصر فليك كثيراً على عودته؟ … فليك وجد في تياغو ألكانتارا أفضل متحدث مع اللاعبين الشباب، ومعلم لخط الوسط، وقائد مباشر للتصرف في المواقف العصيبة.
في أول موسم إعداد له كمدرب لبرشلونة، فليك وجد حليفاً في تياغو ألكانتارا , لم يتأخر الألماني في التأكد من تأثيره حين خفف من لحظة توتر خلال تدريب.
و كما شرحوا في صحيفة SPORT، أحد اللاعبين أظهر إحباطه من دوره في أحد التمارين وقرر “الانسحاب” لبضع ثوان بينما واصل زملاؤه التدريب.
حينها نجح تياغو في إعادة التفكير لهذا اللاعب ومنع الحادث من التصاعد, و مثل هذه التفاصيل أعطت فليك الحق حين اعتقد أنه سيجد في تياغو أفضل متحدث ممكن مع تشكيلة شابة، في وقت لم يكن المدرب فيه يستطيع التعبير جيداً بالإسبانية.
كان فليك يعرف تياغو من فترة عمله في بايرن حيث لعب أفضل كرة قدم في مسيرته, واستمتع الألماني بأكثر نسخة ناضجة من الدولي الإسباني، الذي صقل نظرته لما يجب أن يكون عليه لاعب الوسط.
“كنت أعتقد أنني أستطيع المجازفة أكثر”
شرح تياغو تطوره في مقابلة مع صحيفة إل بايس عام 2017: “كنت أعتقد سابقاً أنني أستطيع المجازفة أكثر. كنت أفكر: ‘هنا سأراوغ وبالتأكيد سأمرر الكرة بشكل جيد’. وكنت أفعل ذلك. اليوم أفكر بطريقة مختلفة. أقول: ‘سأفعلها، أعلم أنني سأراوغ، أعلم أن التمريرة ستنجح، لكن لدي خيار أبسط’. هذا تكتسبه مع الوقت. تختار حسب منطقة الملعب. تقول: ‘هنا يجب أن أراوغ’. لكن ذلك لا يُحلّل، بل يحدث طبيعياً. رأسي أصبح أسرع”.
تكوينه في لا ماسيا وتطوره، أولاً في كرة القدم الألمانية مع بايرن، ثم في البريميرليغ مع ليفربول، يمنحه رؤية مميزة لكرة القدم الاحترافية , رؤية تتوافق مع الفكرة الكروية لفليك واستفاد منها لاعبون مثل كاسادو قبل موسمين فقط.
كان تياغو قريباً جداً من اللاعب الشاب خلال فترة الإعداد لموسم 2024: “كان لدينا انسجام جيد. أتمنى أن يعود عندما يكون ذلك ممكناً. ساعدني شخصياً كثيراً على فهم مفاهيم فليك، شخصياً أيضاً. لم أكن أعرفه ووجدت رجلاً رائعاً”، تذكر كاسادو في برنامج “Jijantes”.
كما وجد الأكبر بين آل ألكانتارا الوقت لملاحظة مستوى بيدري عن قرب، وهو لاعب أعجب به منذ اللحظة الأولى.
في ليفربول كان قد كان مرشداً لستيفان بايستيتش، لاعب وسط كاد أن ينضم إلى برشلونة بعد وساطة تياغو في صفقة انتقاله.
الأكبر بين آل ألكانتارا، الذي يجيد الألمانية، لم يتحول فقط في كثير من الأوقات إلى مترجم لفليك، بل عمل أيضاً مع لاعبي الوسط: على كيفية تموضعهم، وقراءة اللعب، والديناميكيات في مركزي الوسط والداخلي، وهما مركزان يجيدهما من مسيرته كلاعب.
القيادة والأسلوب المباشر
جانب آخر جعل فليك يصر كثيراً على عودته هو قدرته على التواصل مع اللاعبين وأسلوبه المباشر, يتميز تياغو باحترام التشكيلة له منذ البداية, أظهر تياغو القيادة منذ أن كان عمره 18 عاماً وبدأ يظهر في المستويات العليا.
سبق أن ألمح فليك إلى أهمية أن لا تقتل الأنا النجاح، ويعرف تياغو ما يعنيه الانتماء لغرف ملابس مليئة بالنجوم، حيث يرغب الجميع في أن يكونوا أبطالاً , و اعترف خلال فترة لعبه مع بايرن “كلما كنت أكثر مرونة، كنت أكثر فائدة للفريق وللكرة. المهم أن تكون مفيداً. أستطيع التمتع، المراوغة، التسديد… لكن إذا لم أشعر أنني جزء أساسي فلا معنى لذلك”.
بالإضافة لذلك، هو لاعب سابق يعرف ما يعنيه التعامل مع إصابات كبيرة، وهي حالة تعرض لها لاعبو وسط مثل غافي أو بيرنال في السنوات الأخيرة.
أكد “عندما تأتي الإصابة لا تفكر: ‘سأستمتع’. تفكر: ‘لنرى كيف سأركض، كيف سأمرر، كيف سأسدد، كيف سأستعيد الكرة…’. حتى تعمل بشكل طبيعي لا يمكنك الاستمتاع. الآن لم تعد هناك إصابات، لكن عقلك يحتاج وقتاً لتعود لتفكيرك كما كنت سابقاً”،.
عانى تياغو كثيراً مع الإصابات لكن رغم أن لديه ندوب تذكره بقسوة كرة القدم، لم يفقد أبداً الحس المرح لأصوله البرازيلية.
في انتظار الإعلان الرسمي، شوهد هذا الأسبوع بالفعل في المدينة الرياضية يعمل بحماسه المعتاد: “يجب أن تكون المباريات ممتعة. وعليك أن تحاول جعلها ممتعة , أنا بطبيعتي تنافسي: لهذا أحاول جعلها ممتعة بطريقتي. بالنسبة لي، كرة القدم متعة مع مسؤولية”.
(المصدر : صحيفة سبورت)